المؤنسة:قيس بن الملوح مكتوبة ومبوبة

المؤنسة:قيس بن الملوح مكتوبة ومبوبة



ماوزن قصيدة المؤنسة؟








قصيدة المؤنسة قيس بن الملوح















ا

ِلقيس بن الملوح  مجنون ليلى 


لايُذكر العشق إلا ويذكر المجنون ولاتذكر فتاة كانت محور قصة حب  إلا وذكرت ليلي فصار الحبيب والحبيبة أعلام  في حياتنا وحكاياتنا  لم يكن قيس بن الملوح بن عامر بن صعصعة مجنوناً بل كان فارسا عاش في زمان الدولة الأموية ويقال عاش حتي عام سبعين من الهجرة وكانت قصته أيام مروان بن الحكم ومن بعده عبد الملك بن مروان وكانت ليلي ابنة عمة نشأت معه طفلة كانا يرعيان غنم أهلهما معا طفلين لا يفترقان حتي إذا كبرت ليلي حجبوها عنه وهنا بدأت مآساة العاشق الذي فجعه الزمان بفراق   لم يحسب له حساب فغلبه شوقه  فلم يستطع أن يكتم  فقال في ليلي الشعروهنا جاءت مشكلة أخري لم يكن العرب ترضي أن تزوج فتاة إلي رجل قال فيها الشعرحتي تصان البيوت والأعراض ولا تكون أسماء النساء  علي ألسنة الناس وهذا ما لايرضاه مجتمع محافظ مثل بادية الحجاز وإن كان ذاع في نفس تلك الفترة العزل الماجن والصريح علي يد شعراء أهمهم عمر بن أبي ربيعة  ولكن هذا في المدن وحافظت البادية علي طبعها الأصيل في التستر والاحتشام لم يقبلوا أن يزوجوه وهنا بدأت تلك القصة المثيرة فلم يزده المنع إلا حباً وهياماً وأصبح قيس كالطير الذبيح لايدري ماذا يفعل لا يستطيع نسيان ليلي -بل لايريد- فهام علي وجهه في البلاد ينشد الأشعار وينادي ليلي التي لم تستطع له شيئاً  فمرة يجدوه علي حدود العراق ومرة يجدوه بالشام وتغير شكله وضعفت صحته ويفال أنه خالط الوحوش وتوحش معاشرة الناس فلم يكن يؤنس وحدته أكثر من تلك القصيدة الرائعة التي هي أشهر وأنضج وأطول قصائدة علي الإطلاق وإليك المؤنسة             



 قصيدة المؤنسة


استهلال وتذكر 





تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسنـينَ الخَوالِيا

وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَّهوِ ناهِيا 

وَيَومٍ كَظِلِّ الرُّمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ

بِلَيلـى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا 

بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي

بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا 

فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً

بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا 

فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيــلى تَوَقَّدَت

بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِـيا 

فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى

وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِّكابَ لَيالِيا 

فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ

إِذا جِئتُكُم بِالليلِ لَم أَدرِ مـاهِيا 

خَليلَيَّ إِن لا تَبكـِيانِيَ أَلتَمِسْ

خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا 

فَما أُشرِفُ الأَيفـاعَ إِلاّ صَبابَةً

وَلا أُنشِدُ الأَشــعارَ إِلاّ تَداوِيا 

وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشتيتَينِ بَعدَما

يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلــاقِيا 


سر المأساة 



لَحى اللهُ أَقواماً يَقولـونَ إِنَّنا 

وَجَدنا طَوالَ الدهرِ لِلحُبِّ شافِيا 

وَعَهدي بِلَيـلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّد

تَرُدُّ عَلَينا بِالعَـــشِيِّ المَواشِيا 

فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها

وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا 

إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ 

تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا 

سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى

تَباعَدَت بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا 

وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً 

وَلا تَوبَةٌحَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا 

وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً 

لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا 

خَليلَيَّ لا وَاللهِ لا أَملِكُ الَّــذي

قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا 

قَضاها لِغَيري وَابتَلانــي بِحُبِّها

فَهَلاّ بِشَيءٍ غَيرِ لَيلـى ابتَلانِيا 

وَخَبَّرتُمانــي أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ 

لِلَيلى إِذا ما الصيفُ أَلقى المَراسِيا 

فَهَذي شُهورُ الصَّيفِ عَنّا قَدِ انقَضَت

فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا؟ 

فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمــامَةِ دارُهُ

وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اهتَدى لِيا 

وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حـالَهُم

مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حِبالِيا؟ 

فَيا رَبِّ سَوِّ الحُبَّ بَيني وَبَينَها 

يَكونُ كَفــافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا 

فَما طَلَعَ النجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ

وَلا الصُّبحُ إِلا هَيَّجا ذِكرَها لِيا 

وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا

سُهَيلٌ لأَهلِ الشامِ إِلا بَدا لِيا 

وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ 

مِنَ الناسِ إِلاّ بَلَّ دَمعي رِدائِيا 

وَلا هَبَّتِ الريحُ الجَنوبُ لأَرضِها 

مِنَ الليلِ إِلا بِتُّ لِلريحِ حانِيا 

فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها

عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا 


شهادة عند الله


فَأَشهَدُ عِـندَ اللهِ أَنّي أُحِبُّها 

فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا؟ 

قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لغَيرِنا

بِالشَّوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا 

وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مـالِكٍ

أَشابَ فُوَيدي وَاستَهامَ فُؤاديا 

أَعُدُّ الليالي لَيلةً بَعــدَ لَيلةٍ

وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ الليالِيا 

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيـوتِ لَعَلَّني 

أُحَدِّثُ عَنكِ النَّفسَ بِالليلِ خالِيا 

أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها 

بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا 

وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها

وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا 

أعلي درجات الحب


أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اسمَها 

أَوَ اشبَهَهُ أَو كـانَ مِنهُ مُدانِيا 

خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى 

فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا؟ 

لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ الـ

عَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيــونَ البَواكِيا 

خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما

أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا 

وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّنـي

سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا 

فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبـابَةٍ 

أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصــافِيا 

خَليلانِ لا نَرجو اللقاءَ وَلا نَرى

خَليلَينِ إِلا يَرجُــــوانِ تَلاقِيا 

وَإِنّي لأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضي المُنى 

بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا 

يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ

يَرومُ سُلوًّا قُلــتُ أَنّى لِما بِيا؟ 

إِذا ما استَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ 

فَشَأنُ المَنايا القاضِــياتِ وَشانِيا 

إِذا اكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل

بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمـرَةً عَن فُؤادِيا 

فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي

وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا 

وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً

يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلا رَثى لِيا 

أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها

وَمُتَّخِذٌ جُرماً عَلــى أَن تَرانِيا؟ 

إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني

أُصانِعُ رَحـلي أَن يَميلَ حِيالِيا 

يَميناً إِذا كانَت يَميناً وَإِن تَكُن

شِمالاً يُنازعنِي الهَوى عَن شِمالِيا 

وَإِنّي لأستَغشي وَما بِيَ نَعـسَةٌ 

لَعَلَّ خَــيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا 

هِيَ السِّحرُ إِلاّ أَنَّ لِلسِّـحرِ رُقيَةً

وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدهرَ راقَيا 

إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتِ أَمـامَنا

كَفا لِمَطــايانا بِذِكراكِ هــادِيا 

ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت

لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا 

أَلا أَيُّها الرَّكبُ اليَمانونَ عَرِّجوا

عَلَينا فَقَد أَمسى هَـوانا يَمانِيا 

أُسائِلُكُم هَل سالَ نَعمــانُ بَعدَنا؟ 

وَحُبَّ إِلَينا بَطنُ نَعمانَ وادِيا 

أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما 

عَلَيَّ الهَوى لَمّا تَغَـنَّيتُمـا لِيا 

وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن 

أُبالي دُموعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا 

وَيا أَيُّها القُمْــرِيَّتانِ تَجاوَبا

بِلَحنَيكُمــا ثُمَّ اسـجَعا عَلِّلانِيا 

فَإِن أَنتُما استطَرَبتُما أَو أَرَدتُما

لَحاقاً بِأَطـلالِ الغَضى فَاتبَعانِيا 

أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَما لِيا؟

وَما لِلصِبا مِن بَعدِ شَيبٍ عَلانِيا 

أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى

إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتَ واشِيا؟ 

لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ 

فَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا 


نداء إلي ليلي


مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ هائِماً

أَبيتُ سَخينَ العَيـنِ حَرّانَ باكِيا 

مُعَذِّبَتي قَد طالَ وَجدي وَشَفَّني

هَواكِ فَيا لِلنـاسِ قَلَّ عَــزائِيا 

وَقائِلَةٍ وارَحـــمَتا لِشَبابِـهِ 

فَقُلتُ أَجَل وارَحـــمَتا لِشَبابِيا 

وَدِدتُ عَلَى طيب الحَياةِ لَو انَّه

يُزَادُ لليلى عُمــرُها مِن حَياتِيَا 

أَلا يا حَماماتِ العِــراقِ أَعِنَّني 

عَلى شَجَني وَابكينَ مِثلَ بُكـائِيا 

يَقولونَ لَيلى بِالعِـراقِ مَريضةٌ

فَيا لَيتَني كُنــتُ الطَّبيبَ المُداوِيا 

تَمُرُّ اللَيالي وَالشُهورُ وَلا أَرى

غَــرامي لهـا يَزدادُ إِلا تَمادِيا 


دعاءأخير


فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ الم 

فَزِنّي بِعَينَيها كَمـا زِنتَها لِيا 

وَإِلا فَبَغِّضــها إِلَيَّ وَأَهلَها 

فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيـتُ الدَّواهِيا 

عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ

وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا 

خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيـلى فَقَرِّبا

لِيَ النَّعشَ وَالأَكفانَ وَاستَغفِرا لِيا

وإن مت من داء الصبابة أبلغا

شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا 




التقسيمات للشاعر فاروق شوشة 

من كتاب أحلي عشرين قصيدة حب 










حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-