الضرورة الشعرية في الشعر العربي

الضرورة الشعرية في الشعر العربي 


معني الضرورة الشعرية في الشعر العربي القديم.


 الشاعر مقيد بالوزن و القافية لا يمكنه أن يتصرف كما يشاء كالناثر الذي يتصرف في أداته كما يريد من غير مانع.

 فالشاعر تعترضه عقبات نحوية وصرفية و إذا تقيد بقواعدها فإنها قد لا تنطبق على الوزن.

 لذا فهو يتصرف بها ليتخلص من عقباتها بالزيادة أو النقصان ليستقيم له الوزن استفامة المعنى في آن واحد .

الضرورة الشعرية هي : ما وقع في الشعر مما لا يقع في النثر سواء كان للشاعر منه متسع - مخرج- أم لا 

و ينبغي أن تجتنب ارتكاب الضرورات الشعرية و إن جاءت فيها رخصة من أهل العربية، فإنها قبيحة تشين الكلام و تذهب بمائه وإنما استعملها القدماء في أشعارهم لعدم علمهم بقباحتها و لأن بعضهم كان صاحب بداية  و البداية مزلة  .

 وما كان أيضا تُنقد عليهم أشعارهم ولونُقِدت وبهرج منها المعيب كما تنقد على شعراء هذه الأزمنة و يبهرج من كلامهم ما فيه أدنى عيب لتجنبوها" ولم يجيزوا رفع منصوب ولانصب مخفوض ولا لفظ يكون المتكلم فيه لاحنا ومتى وجد هذا في شعر كان ساقطا مطرحا ولم يدخل في ضرورة الشعر .

الضرورة الشعرية هي : ما وقع في الشعر مما لا يقع في النثر






أنواع الضرورات الشعرية


1- الضرورة بالحذف مثل قصر الممدود "صنعا" بدل "صنعاء" .
2- مد المقصور نحو "الهداء" ، "المناء" بدل "الهدى" و "المنى" .
3- وترخيم غير المنادى الصالح للنداء، مثل حذف الكاف من مالك للترخيم 


 كقول امرئ القيس:


لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره 



 طريف بن مال ليلة الجوع والخصر



فرخم مالك في غير النداء للضرورة .


4- ترك التنوين في غير موضوع الترك كقول الأخطل  95 هـ :


طلب الأزارق بالكتائب إذ هوت


 بشبيب غائلة النفوس غدور


فمنع شبيب من الصرف للضرورة الشعرية .إذا الأصل فيها شبيبٍٍ.


5-  صرف ما لا ينصرف كقول النابعة الذبياني :


فلتأتين قصائدٌ وليد فعن


 جيش إليك قوادم الأكوار


فنون قصائد وهي مما لا ينصرف .


6- تخفيف المشدد كتخفيف الدال من يستبد في قول عمر بن أبي ربيعة :


واستبدت مرة واحدة 


 إنما العاجز من لا يستبدْ



وقد كثر وقوعه في القوافي المقيدة المختومة بحرف صحيح ساكن .


7-  تثقيل المخفف كقول الشاعر :


أهان دمَّك فرْغا بعد عزته 


 يا عمرو بغْيُك إصرارا على الحسد .


وقد شدد الميم في دمك .

 8- تخفيف الهمزة مطلقا نحو "يهني الباري" بدلا من يهنئُ البارئُ "

 9- الوقف عن المنون المنصوب بحذف الألف كالوقف بالسكون على" دنفا " المنصوب في 

قول الشاعر:


ألا حبذا غنم و حسن حديثها
 

 لقد تركت قلبي بها هائما دنف ْ


فلولا الضرورة لقال دنفاً


10- الضرورة بالتغير كتذكير المؤنث في

 قول الشاعر


رؤية الفكر ما يؤول إليه الأمـر


 معينُ على اجتناب التواني.


فذكر معينا للضرورة و هو خبر لرؤية الفكر، و الرؤية مؤنثة.


11-و تأنيث المذكر كقول النواح الكلبي:


و إن كلابا هذه عشر أبطن 


 وأنت برئ من قبائلها العشر


فالوجه عشرة أبطن فحذف التاء ليستقيم الوزن.


12- قطع همزة الوصل كما في قول قيس بن الخطيم تـ 612هـ.


إذا جاوز الإثنين سر فإنه 


 بنشر و إفشاء الحديث قمين


فقطع همزة الاثنين للضرورة


13- و وصل همزة القطع كقول الشاعر و قد وصل همزة أم:


ومن يصنع المعروف مع غير أهله 


 يلاقي الذي لاقى مجير أُم عامر


14- زيادة الياء كقول الشاعر:


ألم يأتيك و الأنبا تنْمي


 بما لاقت لبون بني زياد


فقال ألم" يأتيك " بدلا من ألم يأتك


 15- تحريك حرف العلة كقول ابن قيس الرقيات:


لا بارك الله في الغوانيَ 


هل يُصبحن إلا لهن مطلب


فحرك حرف العلة " الغوانيَ" بدل الغواني.



المصادر

كتاب
 
العروض وإيقاع الشعر العربي

د عبد الرحمن تبرماسين





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-