اسم الإشارة-تقسيم أسماء الإشارة

اسم الإشارة-تقسيم أسماء الإشارة 







اسم الاشارة







تعريف اسم الإشارة

 اسم الإشارة : اسم يعين مدلوله تعيينًا مقرونًا بإشارة حسية إليه؛ كأن ترى عصفورًا فتقول وأنت تشير إليه: "ذا" رشيق؛ فكلمة: "ذا" تتضمن أمرين معًا، هما: المعنى المراد منها: (أى: المدلول)، وهو:: جسم العصفور، والإشارة إلى ذلك الجسم فى الوقت نفسه. والأمران مقترنان؛ يقعان فى وقت واحد؛ لا ينفصل أحدهما من الآخر. 


والغالب أن يكون المشار إليه (وهو: المدلول) شيئًا محسوسًا كالمثال السابق. وكأن تشير بأحد أصابعك إلى كتاب، أو قلم، أو سيارة، وتقول: ذا كتاب - ذا قلم - ذى سيارة. وقد يكون شيئًا معنويًّا، كأن تتحدث عن رأى، أو: مسألة فى نفسك، وتقول: ذى مسألة تتطلب التفكير - ذا رأى أبادر بتحقيقه 


تقسيم أسماء الإشارة:


 تنقسم أسماء الإشارة بحسب المشار إليه إلى قسمين


 قسم يجب أن يُلاحَظ فيه المشار إليه من ناحية أنه مفرد، أو مثنى، أو جمع، مع مراعاة التذكير، والتأنيث، والعقل، وعدمه فى كل ذلك. وقسم يجب أن يُلاحَظ فيه المشار إليه أيضًا، ولكن من ناحية قربه، أو بعده، أو توسطه بين القرب والبعد.

 فالقسم الأول خمسة أنواع:


  1.  ما يشار به للمفرد المذكر مطلقًا؛ (أى: عاقلا أو غير عاقل): وأشهر أسمائه "ذا". نحو: ذا طيار ماهر - ذا بلبل صَدَّاح. 
  2.  ما يشار به للمفردة المؤنثة - عاقلة وغير عاقلة - وهو عشرة ألفاظ؛ خمسة مبدوءة بالذال هى: ذى - ذهْ - ذهِ - بكسر الهاء مع اختلاس كسرتها - ذهِ - بكسر الهاء مع إشباع الكسرة نوعًا - ذات. وخمسة مبدوءة بالتاء، هى: تى - تا - تهْ - تهِ، بكسر الهاء مع اختلاس الكسرة - تهِ - بكسر الهاء مع إشباع الكسرة نوعًا. تقول: ذى الفتاة شاعرة تى الفتاة محسنة  وكذا الباقى منهما. 
  3.  ما يشار به للمثنى المذكر مطلقًا - أى: عاقلا وغير عاقل -، وهو لفظة واحدة: "ذانِ" رفعًا، وتصير: "ذَيْنِ" نصبًا وجرًّا. تقول: ذانِ عالمان، إنّ ذيْنِ عالمانِ، سلمت على ذَيْنِ، فيعرب كالمثنى، أى: "ذانِ": مبتدأ مرفوع بالألف. "ذيْنِ": اسم: "إنّ" منصوب بالباء. "ذينِ"، مجرور بعلى، وعلامة جره الياء أيضًا. 
  4.  ما يشار به إلى المثنى المؤنث مطلقًا، وهو لفظة واحدة: "تان" رفعًا "وتصير: تَيْنِ" نصبًا وجرًّا؛ تقول: تان محسنتانِ؛ إن تيْنِ محسنتانِ، فرحت بِتَيْنِ المحسنتينِ. "تان" مبتدأ مرفوع بالألف. "تْينِ" اسم: "إن" منصوب بالياء. "تَيْن" مجرور بالياء، وعلامة جره الياء.
  5.  ما يشار به للجمع مطلقًا (مذكراً ومؤنثًا، عاقلا وغير عاقل) هو لفظة واحدة:"أولاَءِ". ممدودة فى الأكثر، أو: أولَى مقصورة؛ مثل: أولئك الصناع نافعون. ومثل: {إن السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسئولا}


أما القسم الثانى من أسماء الإشارة، 


وهو الذى يلاحظ فيه المشار إليه من ناحية قربة، أو بعده، أو توسطه بين القرب والبعد؛ 

فإنه ثلاثة أنواع: 
  1. الأسماء التى تستعمل فى حالة قربه. هى: كل الأسماء السابقة الموضوعة للمفرد، والمفردة، والمثنى والجمع، بنوعيهما، من غير اختلاف فى الحركات أو الحروف، ومن غير زيادة شىء فى آخرها.
  2. الأسماء التى تستعمل فى حالة توسطه للدلالة على أن المشار إليه متوسط الموقع بين القرب والبعد، هى: بعض الأسماء السابقة بشرط أن يُزاد فى آخر اسم الإشارة الحرف الدالة على التوسط، وهذا الحرف هو: "كاف الخطاب الحرفية". فإنها وحدها - بغير اتصال لام البعد بها - هى الخاصة بذلك. وهى تلحق الآخر من بعض أسماء الإشارة، دون بعض آخر؛ فتلحق آخِر أسماء الإشارة التى للمفرد المذكر، والتى للمثنى، والتى للجمع بنوعيهما؛ نحو: ذاك المكافح محبوب - ذانك المكافحان محبوبان - تانك الطبيبتان رحيمتان - أولئك المقاومون للظلم أبطال، أو: أولاك (بمد كلمة: "أولاء" وقصرها). وكذلك تلحق ثلاثة من أسماء الإشارة الخاصة بالمفرده المؤنثة، هى: (تى - تا - ذى)؛ نحو، تِيك الدار واسعة ولا تلحق آخر السبعة الأخرى التى للمفردة المؤنثة، فباستبعاد هذه السبعة تكون بقية أسماء الإشارة التى للقُرب صالحة للتوسط أيضًا. "ملاحظة": هذه الكاف تلحق اسم إشارة للمكان وهو يعتبر فى الوقت نفسه ظرفًا من ظروف المكان؛ ونعنى به الظرف: "هنا" نحو: هناك فى أطراف الحديقة دوح ظليل. ولا تلحق آخر اسم الإشارة إذا كان مبدوءًا بحرف التنبيه: "ها" وبينهما فاصل؛ كالضمير فى مثل: هأنذا محب للانصاف؛ فلا يقال فى الأفصح: هأنذاك - كما سيجئ -. وخلاصة ما تقدم أن الأسماء التى للمتوسط هى الأسماء السابقة التى للقرْب. ولكن بشرط زيادة "كاف" الخطاب الحرفية فى آخر الاسم للدلالة على التوسط؛ تقول: ذاك الطائر مغرد، تِيك الغرفة واسعة وبشرط أن كاف الخطاب الحرفية لا تدخل فى اسماء الإشارة الخاصة بالمفردة المؤنثة إلا فى ثلاثة: "تى" و "تا" و "ذى" ولا تدخل فى السبعة الأخرى - على الصحيح -. وهذا هو الموضع الثانى الذى لا تدخله تلك الكاف. 
  3.  الأسماء التى تستعمل فى حالة بُعْده. لا سبيل للدلالة على أن المشار إليه بعيد إلا بزيادة حرفين فى آخر اسم الإشارة، هما: لام فى آخره تسمى: "لام البعد" يليها "كاف الخطاب" الحرفية حتمًا، ولا توجد "لام البعد بغيرها. وهذه اللام تزاد فى آخر بعض الأسماء دون بعض: فتزاد مع "الكاف" فى آخر أسماء الإشارة التى للمفرد؛ نحو: ذلك الكتاب لا ريب فيه. وفى آخر ثلاثة من الأسماء التى لإشارة المفردة (وهى الثلاثة التى تدخلها "كاف" الخطاب الحرفية دون السبعة الأخرى التى لا تدخلها)؛ نحو: تلك الصحارى ميادين أعمال ناجحة. وتزاد فى آخر كلمة: "أُولَى" المقصورة التى هى اسم إشارة للجمع مطلقاً، نحو: أُولاَلِكَ المغتربون فى طلب العلم جنود مخلصون، دون "أولاء" الممدودة التى اسم الإشارة للجمع - فى الرأى الأرجح - فلا يقال: أولاء لَكَ المغتربون مخلصون ولا تزاد فى اسم الإشارة الذى للمثنى المؤنث أو المذكر، ولا فى اسم الإشارة المبدوء بحرف التنبيه: "ها"، والمختوم بـ"كاف" الخطاب الحرفية؛ فلا يصح فى مثل: "هذاك وهاتاك" أن يقال: هذا لِكَ، ولا هاتا لِكَعلى اعتبار "اللام" فيهما للبعد، و "الكاف" حرف خطاب. ومما سبق يتبين أنه لا يجوز زيادة لام البعد وحدها بغير "كاف" الخطاب الحرفية بعدها، ولهذا يمتنع زيادة "لام البعد: فى آخر الأسماء الخالية من تلك "الكاف" إما لأن "الكاف" لا تدخلها مطلقاً؛ كالأسماء السبعة التى لإشارة المفردة، وإما لأنها تدخلها ولكن اسم الإشارة خال منها عند الرغبة فى إلحاق لام البعد بآخرها. 

وإن شئت فقل: إن أسماء الإشارة التى تستعمل فى حالة البعد لابد أن يزداد فى آخرها حرفان معا: لام تسمى: لام البعد، وحرف الخطاب (الكاف) بعدها؛ نحو: ذلك السّبّاح بارع. وهذه اللام لا توجد وحدها بغير كاف الخطاب؛ فيجوز إلحاقها بآخر أسماء الإشارة التى للمفرد والمفردة بشرط وجود تلك الكاف.


 ويمتنع إلحاقها بأسماء الإشارة التى لا تدخلها الكاف مطلقًا، أو التى تدخلها، ولكنها غير موجودة فيها عند الرغبة فى إلحاق اللام. وكذلك يصح إلحاق هذه اللام بكلمة "أُولَى" المقصودة، دون الممدودة، - على الأرجح - ودون المثنى بنوعيه أيضًا.


 ويصح أن تدخل: "ها" التى هى حرف تنبيه على اسم الإشارة الخالى من كاف الخطاب؛ مثل: هذا، هذه، هذان، هؤلاء وقد تجتمع مع الكاف بشرط عدم الفاصل - كالضمير - بين "ها" واسم الإشارة.؛ نحو هذاك - هاتاك  لكنهما إذا اجتمعا لم يصح مجئ لام البُعْد معهما، فلا يجوز هذا لِكَ.

 وهذا موضع آخر من المواضع التى تمتنع فيها لام البعد. وتمتنع الكاف إن فصل بين "ها" التنبيه واسم الإشارة فاصل؛ كالضمير فى نحو: هأنذا مُخلص، فلا يصح الإتيان بالكاف بعد اسم الإشارة وهذا هو الموضع الثانى الذى لا تدخله كاف الخطاب، وإذًا لا تدخله لام البعد أيضًا. بقى من أسماء الإشارة التى من القسم الثانى كلمتان: هُنا، و: "ثَمَّ" وكلتاهما تفيد الإشارة مع الظرفية التى لا تتصرف. 


فأما: "هُنَا" فهى اسم إشارة إلى المكان القريب، مثل: "هنا العلم والأدب". وقد يزاد فى أولها حرف التنبيه: "ها" نحو: "هَا هُنَا الأبطال؛ فهى فى الحالتين سواء. وبسبب دلالتها على المكان مع الإشارة دخلت فى عِدَاد ظروف المكان أيضًا،


 فهى اسم إشارة وظرفُ مكان معًا وهى ظرف مكان لا ينصرف، فلا تقع فاعلا، ولا مفعولا، ولا مبتدأ، ولا غير هذا مما لا يكون ظرف مكان. ولا تخرج عن الظرفية إلا لشبه الظرفية، وهو معها الجر بالحرف "مِنْ" أو "إلى"، نحو: سرت من هنا إلى هناك. فإذا زاد على آخرها الكاف المفتوحة للخطاب وحدها أو مع "ها" التنبيه صارت مع الظرفية اسم إشارة للمكان المتوسط؛ مثل: هنا، أو: "ها هناك" فى الحديقة الفواكه. وإن اتصل بآخرها كاف الخطاب المفتوحة واللام صارت مع الظرفية اسم إشارة للمكان البعيد؛


 مثل: هنالك فى الصعيد أبدع الآثار. وفى هذه الصورة تمتنع "ها" التنبيه، لأن "ها" التنبيه لا تجتمع مع لام البعد - كما أشرنا -. وقد يدخل على صيغتها بعض تغيير، فتصير اسم إشارة للمكان البعيد؛ من ذلك، هَنَّا، هِنَّا، هَنَّتْ - هِنَّت فهذه لغات فيها، وكلها تفيد مع الظرفية الإشارة للمكان البعيد. 


وأما الأخرى: "ثَمّ" فاسم إشارة إلى المكان البعيد؛ مثل: تأمل النجوم فثَم الجلال والعظمة. وهى كسابقتها ظرف مكان لا يتصرف، إلا أن "ثَمَّ" للبعيد خاصة، ولا تلحقها "ها" التنبيه" ولا كاف الخطاب، وهما اللذان قد يلحقان نظيرتها. وقد تلحقها - دون نظيرتها - تاء التأنيث المضبوطة - غالبًا - بالفتح؛ فيقال ثَمَّة.


 ومما تقدم نعلم أن المكان باعتباره وعاء، أىْ: ظرفًا  يقع فيه أمر من الأمور ومعنى من المعنى - قد اختص وحده باسمين من أسماء الإشارة؛ فلا يشار إليه باعتباره وعاء وظرفا إلا بواحد منهما. ومن أجل هذا كانا فى محل نصب على الظرفية لا يفارقها أحدهما إلا إلى الجر بمن أو إلى. 


أما بقية أسماء الإشارة فتصلح لكل مشار إليه، مكانًا أو غير مكان. إلا أن المشار إليه إذا كان مكانًا فإنه لا يعتبر ظرفًا؛ مثل هذا المكان طيب، وتلك بقعة جميلة، فكل واحدة من كلمتى: "مكان"، و"بقعة" مشار إليه، دال على المكان، ولكنه لا يسمى ظرفًا. وفى الجدول الآتى بيان أسماء الإشارة فى الأنواع الخمسة السابقة؛ وهى التى يلاحظ فيها المشار إليه من ناحية إفراده، وتثنيته؛ وجمعه، مع التذكير، والتأنيث، العقل، وعدمه، فى كل حالة، وكذلك مع القرب، والتوسط، والبعد


المصادر
النحو الوافي
عباس علي حسن 


تعليقات