الزبير بن العوام- طلحة والزبير جاراي في الجنة

الزبير بن العوام- طلحة والزبير جاراي في الجنة


الزبيربن العوام: أسلم الزبير٬ اسلاما مبكرا٬ اذ كان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام.

الزبير بن العوام :ممن أسهموا في طليعته المباركة في دار الأرقم..وكان عمره يومئذ خمس عشر سنة لا يجيء ذكر طلحة الا ويذكر الزبيربن العوام  معه.

الزبير بن العو ام - حواري رسول الله



من هو الزبير بن العوام ؟

.ولا يجيء ذكر الزبير الا ويذكر طلحة معه..فحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤاخي بين أصحابه في مكة قبل الهجرة٬ آخى بين طلحة والزبير.وطالما كان عليه السلام يتحدث عنهما معا.. مثل قوله:" طلحة والزبير جاراي في الجنة".

وكلاهما يجتمع مع الرسول في القرابة والنسب.أما طلحة٬ فيجتمع في نسبه مع الرسول في مرة بن كعب.وأما الزبير٬ فيلتقي في نسبه مع الرسول في قصي بن كلا ب كما أن أمه صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم..وكل منهما طلحة والزبير كان أكثر الناس شبها بالآخر في مقادير الحياة..

فالتماثل بينهما كبير٬ في النشأة٬ في الثراء٬ في السخاء٬ في قوة الدين٬ في روعة الشجاعة٬ وكلاهما من المسلمين المبكرين باسلامهم..ومن العشرة الذين بش رهم الرسول بالجنة. ومن أصحاب الشورى الستة الذين وكل اليهم عمر اختيار الخليفة من بعده.وحتى مصيرهما كان كامل التماثل.. بل كان مصيرا واحدا.


الزبير بن العوام من السابقين الاولين

ولقد أسلم الزبيربن العوام ٬ اسلاما مبكرا٬ اذ كان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام٬ وأسهموا في طليعته المباركة في دار الأرقم..وكان عمره يومئذ خمس عشر سنة.. وهكذا رزق الهدى والنور والخير صبيا..

ولقد كان فارسا ومقداما منذ صباه. حتى ان المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شهر في الاسلام كان سيف الزبير.ففي الأيام الأولى للاسلام٬ والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم.. سرت اشاعة ذات يوم أن الرسول قتل.. فما كان من الزبير الا أن استل سيفه وامتشقه٬ وسار في شوارع مكة٬ على حداثة سنه كالاعصار..!

ذهب  الزبيربن العوام أولا يتبين الخبر٬ معتزما ان ما ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلها حتى يظفربهم أو يظفروا به..وفي أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم٬ فسأله ماذا به.؟ فأنهى اليه الزبير النبأ..فصلى عليه الرسول٬ ودعا له بالخير٬ ولسيفه بالغلب.

وعلى الرغم من شرف الزبيربن العوام  في قومه فقد حمل حظه من اضطهاد قريش وعذابها.وكان الذي تولى تعذيبه عمه.. كان يلفه في حصير٬ ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه٬ ويناديه وهو تحت وطأة العذاب:" أكفر برب محمد٬ أدرأ عنك العذاب".فيجيبه الزبير الذي لم يكن يوم ذاك أكثر من فتى ناشئ٬ غض العظام.. يجيب عمه في تحد رهيب:" لا..والله لا أعود لكفر أبدا"

هجرة الزبير بن العوام إلي الحبشة

ويهاجر الزبيربن العوام  الى الحبشة٬ الهجرتين الأولى والثانية٬ ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله. لا تفتقده غزوة ولا معركة.وما أكثر الطعنات التي تلقاها جسده واحتفظ بها بعد اندمال جراحاتها٬ أوسمة تحكي بطولة الزبير وأمجاده.

ولنصغ لواحد من الصحابة رأى تلك الأوسمة التي تزدحم على جسده٬ يحدثنا عنها فيقول:" صحبت الزبير بن العو ام في بعض أسفاره ورأيت جسده٬ فرأيته مجذعا بالسيوف٬ وان في صدره لأمثال العيون الغائرة من الطعن والرمي.فقلت له: والله لقد شهدت بجسمك ما لم أره بأحد قط.فقال لي: أما والله ما منها جراحة الا مع رسول الله وفي سبيل الله"..

الزبير بن العوام في أحد


وفي غزوة أحد بعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكة و ندبه الرسول هو وأبو بكر لتعقب جيش قريش ومطاردته حتى يروا أن المسلمين قوة فلا يفكروا في الرجوع الى المدينة واستئناف القتال..وقاد أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين٬

 وعلى الرغم من أنهم كانوا يتعقبون جيشا منتصرا فان اللباقة الحربية التي استخدمها الصديق والزبير٬ جعلت قريشا تظن أنها أساءت تقدير خسائر المسلمين٬ وجعلتها تحسب أن هذه الطليعة القوية التي أجاد الزبير مع الصديق ابراز قوتها٬ وما هي الا مقدمة لجيش الرسول الذي يبدو أنه قادم ليشن مطاردة رهيبة فأغذ ت قريش سيرها٬ وأسرعت خطاها الى مكة.


الزبير بن العوام في اليرموك

ويوم اليرموك كان الزبيربن العوام  جيشا وحده.. فحين رأى أكثر المقاتلين الذين كان على رأسهم يتقهقرون أمام جبال الروم الزاحفة٬ صاح هو" الله أكبر".. واخترق تلك الجبال الزاحفة وحده٬ ضاربا بسيفه.. ثم قفل راجعا وسط الصفوف الرهيبة ذاتها٬ وسيف يتوهج في يمينه لا يكبو٬ ولا يحبو.


الزبير يسمي أولاده بأسماء الشهداء

وكان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة٬ عظيم الغرام بالموت في سبيل الله.وكان يقول:" ان طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء٬ وقد علم ألا نبي بعد محمد..واني لأسمي بني بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون".!وهكذا سمى ولده٬ عبدالله بن الزبير تيمنا بالصحابي الشهيد عبدالله بن جحش.وسمى ولده المنذر٬ تيمنا بالشهيد المنذر بن عمرو.وسمى عروة تيمنا بالشهيد عروة بن عمرو.وسمى حمزة تيمنا بالشهيد الجليل عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب.وسمى جعفر٬ تيمنا بالشهيد الكبير جعفر بن أبي طالب.وسمى مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عمير.وسمى خالد تيمنا بالصحابي الشهيد خالد بن سعيد..وهكذا راح يختار لأبنائه أسماء الشهداء. راجيا أن يكونوا يوم تأتيهم آجالهم شهداء.

ولقد قيل في تاريخ الزبيربن العوام :" انه ما ولي امارة فط٬ ولا جباية٬ ولا خراجا ولا شيئا الا الغزو في سبيل الله".وكانت ميزته كمقاتل٬ تتمثل في في اعتماده التام على نفسه٬ وفي ثقته التامة بها.فلو كان يشاركه في القتال مائة ألف٬ لرأيته يقاتل وحده في لمعركة.. وكأن مسؤولية القتال والنصر تقع على كاهله وحده.وكان فضيلته كمقاتل٬ تتمثل في الثبات٬ وقوة الأعصاب..رأى مشهد خاله حمزة يوم أحد وقد مثل المشركون بجثمانه القتيل في قسوة٬ فوقف أمامه كالطود ضاغطا على أسنانه٬ وضاغطا على قبضة سيفه٬ لا يفكر الا في ثأر رهيب سرعان ما جاء الوحي ينهى الرسول والمسلمين عن مجر د التفكير فيه.

الزبيربن العوام في حصار بني قريظة


وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع  علي بن أبي طالب٬ فوقف أمام الحصن المنيع يردد مع علي قوله:" والله لنذوقن ما ذاق حمزة٬ أو لنفتحن عليهم حصنهم"..ثم ألقيا بنفسيهما وحيدين داخل الحصن..وبقوة أعصاب مذهلة٬ أحكما انزال الرعب في أفئدة المتحصنين داخله وفتحا أبوابه للمسلمين.

ويوم حنين أبصر مالك بن عوف زعيم هوزان وقائد جيش الشرك في تلك الغزوة.. أبصره بعد هزيمتهم في حنين واقفا وسط فيلق من أصحابه٬ وبقايا جيشه المنهزم٬ فاقتحم  الزبيربن العوام حشدهم وحده٬ وشتت شملهم وحده٬ وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض زعماء المسلمين٬ العائدين من المعركة

مكانة الزبيربن العوام عند رسول الله

ولقد كان حظ الزبيربن العوام  من حب الرسول وتقديره عظيما..وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يباهي به ويقول:" ان لكل نبي حواريا وحواريي الزبير ن العو ام"..

ذلك أنه لم يكن ابن عمته وحسب٬ ولا زوج أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين٬ بل كان ذلك الوفي القوي٬ والشجاع الأبي ٬ والجو اد السخي ٬ والبائع نفسه وماله ﷲ رب العالمين:

شعرحسان بن ثابت يصف الزبيربن العوام


ولقد أجاد حسان بن ثابت وصفه حين قال:


أقام على عهد النبي وهديه


حواريه والقول بالفعل يعدل


 أقام على منهاجه وطريقه


يوالي ولي الحق٬ والحق أعدل

 
هو الفارس المشهور والبطل الذي


يصول٬ اذا ما كان يوم محجل


 له من رسول الله قربى قريبة


ومن نصرة الاسلام مجد موثل 


فكم كربة ذب الزبير بسيفه


عن المصطفى٬ والله يعطي ويجزل




وكان رفيع الخصال٬ عظيم الشمائل.. وكانت شجاعته وسخاؤه كفرسي رهان..!!فلقد كان يدير تجارة رابحة ناجحة٬ وكان ثراؤه عريضا٬ ولكنه أنفقه في الاسلام حتى مات مدينا..!!وكان توكله على الله منطلق جوده٬ ومنطلق شجاعته وفدائيته..حتى وهو يجود بروحه٬ ويوصي ولده عبدالله بقضاء ديونه قال له:" اذا أعجزك دين٬ فاستعن بمولاي"..وسال عبدالله: أي مولى تعني..؟ فأجابه: الله٬ نعم المولى ونعم النصير"..

يقول عبدالله فيما بعد:" فوالله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه٬ فيقضيه".

الزبير في موقعة الجمل


وفي يوم الجمل٬ على النحو الذي ذكرنا في حديثنا السالف عن حياة سيدنا طلحة كانت نهاية سيدنا الزبير ومصيره..فبعد أن رأى الحق نفض يديه من القتال٬ وتبعه نفر من الذين كانوا يريدون للفتنة دوام الاشتعال٬ وطعنه القاتل الغادر وهو بين يدي ربه يصلي..وذهب القاتل الى الامام علي يظن أنه يحمل اليه بشرى حين يسمعه نبأ عدوانه على الزبير٬ وحين يضع بين يديه سيفه الذي استلبه منه٬ بعد اقتراف جريمته..لكن علي صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن٬ صاح آمرا بطرده قائلا:" بشر قاتل ابن صفية بالنار"..

وحين أدخلوا عليه سيف الزبير٬ قبله الامام وأمعن بالبكاء وهو يقول:" سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله"..!!

أهناك تحية نوجهها للزبير في ختام حديثنا عنه٬ أجمل وأجزل من كلمات الامام..؟؟ سلام على الزبير في مماته بعد محياه..سلام٬ ثم سلام٬ على حواري رسول الله




المصادر

رجال حول الرسول

خالد محمد خالد



تعليقات