قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي
قبر الغريب قصيدة المعتمد بن عباد هو محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد.
بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي أبو القاسم المُلقّب بالمعتمد على الله بن عباد ثالث وآخر ملوك بني عباد .
لا يطاول المعتمد بن عباد احد في زمانه في الحلم والعلم والكرم فقد احب الادب والشعر ومجالسة العلماء والفقهاء والشعراء.
وظهر في عهده ابن زيدون وابن عمار وكان هو كذلك شاعرا بارعاً لم يذكر لنا التاريخ بطولات الرجل وفتوحاته بقدر ما افرط في ذكر حياة الترف والعربدة في زمن ابن عباد .
وجاءت نكبته الظالمة علي يد رجل عظيم آخر من الصالحين والمجاهدين هو أمير وقائد المرابطين يوسف بن تاشفين .
ولكن يؤخذ علي ابن تاشفين ظلمه لابن عباد وعدم تقدير شراكته له في الجهاد ضد ألفونسوا ملك قشتاله.
فمات رحمه الله فقيرا شريدا في أغمات ببلاد المغرب القاصية القاسية
وقبر الغريب زفرة فارس عند الموت جاءت غاية في البراعة وعظيم الفخر وجميل الشعر وليست الوحيدة في تراثنا العربي فمثلها مرثية الفارس مالك بن الريب
قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي
حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشلاء ابن عَبّادِ
بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمى إِذِ اِتّصلَت
بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي
بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا
بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضرغمِ العادي
بالدَهر في نِقَم بِالبَحر في نِعَمٍ
بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النادي
نَعَم هُوَ الحَقُّ وَافاني بِهِ قَدَرٌ
مِنَ السَماءِ فَوافاني لِميعادِ
وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعشِ أَعلَمُهُ
أَنَّ الجِبال تَهادى فَوقَ أَعوادِ
كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ
رَوّاكَ كُلُّ قَطوب البَرق رَعّادِ
يَبكي أَخاهُ الَّذي غَيَّبتَ وابِلَهُ
تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِح غادي
حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَلّ مُنهَمِراً
مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعادِ
وَلا تَزالُ صَلاةُ اللَهِ دائِمَةً
عَلى دَفينكَ لا تُحصى بِتعدادِ
شعر