تجويد القرآن: اللحن الجلي ، اللحن الخفي


تجويد القرآن: اللحن الجلي ، اللحن الخفي 






اللحن في القرآن-تجويد







 اللحن في موضوع اللغة


 اللحن في اللغة: يستعمل في الكلام على معان.يستعمل بمعنى اللغة، ومن ذلك: لحن الرجل بلحنه، إذا تكلم بلغته.ولحنت أنا له ألحن، إذا قلت له ما يفهمه عني ويخفى على غيره، وقد لحنه عني يلحنه لحناً إذا فهمه، وألحنت أنا إياه إلحاناً.

واللحن الفطنة ويقال منه: رجل لحن أي فطن.وقد لحن يلحن إذا صرف الكلام عن وجهه، ويقال منه: عرفت ذاك في لحن قوله، أي في ما دل عليه كلامه، ومنه قوله تعالى {ولتعرفنهم في لحن القول} .

والله أعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد نزول هذه الآية كان يعرف المنافقين إذا سمع كلامهم، يستدل على أحدهم بما ظهر له من لحنه، أي من ميله في كلامه.

ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «لعل بعضكم ألحن في حجته من بعض» ، أي أفطن لها وأشد انتزاعاً.

واللحن الضرب من الأصوات الموضوعة، وهو مضاهاة التطريب، كأنه لاحن ذلك بصوته، أي شبهه به، ويقال منه: لحن في قراءته، إذا طرب فيها وقرأ بألحان.

واللحن الخطأ ومخالفة الصواب، وبه سمي الذي يأتي بالقراءة على ضد الإعراب لحاناً، وسمي فعله اللحن، لأنه كالمائل في كلامه عن جهة الصواب، والعادل عن قصد الاستقامة، 

قال الشاعر:

فزت بقدمي معرب لم يلحن

وهذا المعنى الذي قصدت الإبانة عنه.

 حد اللحن وحقيقته في العرف والوضع


اعلم أن اللحن على ضربين: لحن جلي، ولحن خفي، ولكل واحد منهما حد يخصه، وحقيقة بها يمتاز عن صاحبه.

 اللحن الجلي 


هو خلل يطرأ على الألفاظ، فيخل المعنى والعرف وخلل يطرأ على الألفاظ فيخل بالعرف دون المعنى.

 اللحن الخفي


 فهو خلل يطرأ على الألفاظ فيخل بالعرف دون المعنى.وبيان ذلك أن الجلي المخل بالمعنى والعرف هو تغيير بعض الحركات عما ينبغي، نحو أن تضم التاء في قوله تعالى: {أنعمت عليهم} أو تكسرها، أو تفتح التاء في قوله: {ما قلت لهم} .

والقسم الثاني من الجلي المخل] بالعرف دون المعنى نحو رفع الهاء ونصبها من قوله تعالى: {الحمد لله} .

واللحن الخفي هو مثل تكرير الراءات، وتطنين النونات، وتغليظ اللامات وإسمانها وتشريبها الغنة، وإظهار المخفى، وتشديد الملين، وتليين المشدد، والوقف بالحركات كوامل، مما سنذكره بعد.

وذلك غير مخل بالمعنى، ولا مقصر باللفظ، وإنما الخلل الداخل على اللفظ فساد رونقه وحسنه وطلاوته، من حيث إنه جار مجرى الرتة واللثغة،كالقسم الثاني من اللحن الجلي، لعدم إخلالهما بالمعنى

وهذا الضرب من اللحن، وهو الخفي، لا يعرفه إلا القارئ المتقن، والضابط المجود، الذي أخذ عن أفواه الأئمة، ولقن من ألفاظ أفواه العلماء الذين ترتضى تلاوتهم ويوثق بعربيتهم، فأعطى كل حرف حقه، ونزله منزلته

المصادر:-

الكتاب: التمهيد في علم التجويد

المؤلف: شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (ت ٨٣٣هـ)

تحقيق: الدكتور على حسين البواب

الناشر: مكتبة المعارف، الرياض

الطبعة: الأولى، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-