التمييز-تعريفه،التمييزالملفوظ-التمييزالملحوظ
تعريف التمييز لغة
التمييز في اللغة :بمعنى فصل الشيء عن غيره.
قال الله تعالى:
وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ. أي انفصلوا من المؤمنين
وقوله تعالى:
تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ أي ينفصل بعضها عن بعض.
تعريف التمييز اصطلاحاً
التمييز في الاصطلاح :هو اسم نكرة حكمه النصب، وهو جامد على الأغلب يؤتى به ليوضّح كلمة مبهمة أو ليفصّل معنى محملا. وهو بذلك على نوعين:
- ما يوضّح كلمة مبهمة ويقال له: تمييز الذات أو المفرد أو الملفوظ.
- ما يوضح معنى مجملا ويقال له: تمييز النسبة أو الجملة أو الملحوظ.
تمييز الذات أو المفرد أو الملفوظ:
يقع هذا النوع من التمييز في أربعة مواضع:
1 - بعد الأعداد: والأعداد نوعان: الصريحة والكناية.
أ- الصريحة: يشمل هذا النوع الأعداد الواقعة بين أحد عشر وما فوقها الى تسعة وتسعين.
نحو قوله تعالى: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً.
أحد عشر: اسم مبني على الفتح الجزئين في محل نصب مفعول به
كوكبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ب- الكناية: وتشمل كم الاستفهامية التي تتضمّن عددا مجهولا يراد معرفته.
نحو: كم كتابا قرأت؟
كم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
كتابا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
يجوز جرّ تمييز كم الاستفهامية وذلك بشرطين:
- أحدهما أن يدخل عليها حرف جر.
- الثاني أن يكون تمييزها إلى جانبها.
نحو: بكم ليرة اشتريت؟
بكم: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب.
«كم» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر وهو مضاف وشبه الجملة متعلق بالفعل «اشترى» الآتي.
ليرة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره (ولك في اعرابها وجه آخر. فالبعض يعربها اسما مجرورا بمن مضمرة والتقدير عندهم: بكم من ليرة اشتريت).
2 - بعد المقادير، وهي على ثلاثة أنواع:
أ- ما يدل على الوزن:
بعتك رطلا عنبا.
بعتك: فعل وفاعل ومفعول به أول.
رطلا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
عنبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
ب- ما يدلّ على المساحة.
نحو: اشتريت فدّانا أرضا.
فدانا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أرضا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ج- ما يدلّ على الكيل:
نحو: اشتريت مدّا قمحا.
قمحا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ونحو: اشتريت ليترا حليبا.
حليبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
3 - بعد ما يشبه المقادير وهو على ثلاثة أنواع:
أ- بعد ما يشبه الوزن.
نحو قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدإ.
يعمل: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
مثقال: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
ذرة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
خيرا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
يره: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب شرط جازم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا الفجائية.
وهنا، نلاحظ أن «مثقال» ليس إسما لشيء يوزن به ولكنه شبيه بالوزن
ب- بعد ما يشبه الكيل.
نحو: عندي وطب لبنا.
عندي: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
وطب: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
لبنا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الوطب بفتح الواو وسكون الطاء اسم لوعاء اللبن وهو شبيه الكيل وليس له حقيقة لأن الوطب ليس مما يكال به اللبن ويعرف مقداره وإنما هو اسم لوعائه فيكون صغيرا أو كبيرا.
ج- بعد ما يشبه المساحة.
نحو: ما في السماء موضع راحة سحابا.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الاعراب.
في السماء: جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
موضع: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
راحة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
سحابا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
4 - بعد ما هو متفرّع منه.
نحو: هذا خاتم ذهبا.
هذا: ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الاعراب.
«ذا» اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدإ
خاتم: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ذهبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ونحو: اشتريت قميصا حريرا.
حريرا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- تمييز النسبة أو الجملة أو الملحوظ:
يقع هذا النوع من التمييز في المواضع الآتية:
أ- أن يكون محوّلا عن الفاعل:
نحو قوله تعالى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً.
شيبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
التقدير: اشتعل شيب الرأس.
ونحو: ازداد زيد علما.
علما تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
التقدير: ازداد علم زيد.
ب- أن يكون محوّلا عن المفعول به.
كقوله تعالى: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً.
الأرض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
عيونا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
التقدير: وفجرنا عيون الأرض.
ونحو: طوّرت الحكومة البلاد اقتصادا.
اقتصادا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
التقدير: طورت الحكومة اقتصاد البلاد.
ج- أن يكون غير محوّل:
نحو قول العرب: لله درّه فارسا
لله: اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الاعراب «الله» لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
دره: مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على
الضم في محل جر بالإضافة.
فارسا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
د- يكثر استعمال التمييز بعد اسم التفضيل،
لأن اسم التفضيل لا يبيّن في أي شيء المتحدث عنه أفضل، والتمييز هو الذي يوضح لنا نسبة هذه الأفضلية.
نحو: زيد أرفع من عليّ رتبة.
زيد: مبتدأ مرفوع.
أرفع: خبر مرفوع.
من علي: جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالخبر «أرفع».
رتبة: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ويمكن تأويل هذا النوع من التمييز بأنه محول عن الفاعل لأن المعنى:
ارتفعت رتبة زيد على رتبة عليّ.
- في أسلوب التفضيل يجب أن ننتبه إلى أمر هام وهو:
إن كان التمييز الواقع بعد اسم التفضيل فاعلا بعد جعل اسم التفضيل فعلا.
نحو: أنت أعلى منزلة وأكثر مالا.
أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدإ.
أعلى: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
منزلة: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
«منزلة» و «مالا» يجب نصبهما على التمييز لأنه يصح أن نجعلهما فاعلين بعد جعل اسم التفضيل فعلا فتقول: أنت علت منزلتك وكثر مالك.
ومثال ما ليس بفاعل في المعنى: زيد أفضل طالب.
زيد: مبتدأ مرفوع.
أفضل: خبر مرفوع وهو مضاف.
طالب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
في مثل هذه الحالة يجب جر التمييز بالإضافة لأنه لا يصح جعله فاعلا بعد جعل اسم التفضيل فعلا. أما إذا أضيف اسم التفضيل إلى غيره فإنه ينصب حينئذ.
نحو: زيد أفضل الطلاب طالبا.
زيد: مبتدأ مرفوع.
أفضل: خبر مرفوع.
الطلاب: مضاف إليه مجرور.
طالبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ونستطيع أن نعرف ما ليس بفاعل في المعنى حين يكون اسم التفضيل بعضا من جنس التمييز وذلك حين يصح حذف اسم التفضيل ووضع كلمة بعض موضعه:
زيد أفضل طالب وهند أفضل امرأة.
في هذين المثلين يصح أن نقول: زيد بعض جنس الطالب أي بعض الطلاب وهند بعض جنس المرأة أي بعض النساء.
هـ يكثر استعمال التمييز بعد أفعل التعجب
سواء كان بصيغة «ما أفعل» أو «أفعل به» لأن التمييز بعد التعجب هو الذي يوضح لنا نسبة التعجب
نحو: ما أكرم عليّا خلقا. وأكرم بعليّ خلقا.
ما: اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدإ.
أكرم: فعل ماض لانشاء المدح مبني على الفتح الظاهر على آخره.
وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (على خلاف الأصل) والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
عليا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
خلقا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أكرم: فعل ماض جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدّر منع من ظهوره صيغة الأمر.
بعلي: الباء حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الاعراب. «علي» فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
خلقا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
يمكن تأويل هذا النوع بأنه محول عن الفاعل أيضا لأن المعنى:
كرم خلق علي.
و يكثر استعمال تمييز الجملة بعد فعل امتلأ وما في معناه.
نحو: امتلأت القاعة طلابا.
طلابا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ونحو: ازدحمت الشوارع بشرا.
بشرا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
قد يكون التمييز مسبوقا بحرف جر «من» غير زائد وفي مثل هذه الحالة يعرب إسما مجرورا ولا يعرب تمييزا. وقد تزاد قبله «من» الزائدة فيعرب تمييزا.
نحو: قال الله عزّ من قائل
عز: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
من: حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الاعراب.
قائل: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
التقدير: قال الله عز قائلا
المصادر
الكتاب: القواعد التطبيقية في اللغة العربية
المؤلف: الدكتور نديم حسين دعكور
الناشر: مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع، بيروت - لبنان