أَتَجعَلُ إِقدامي إِذا الخَيلُ أَحجَمَت-عروة بن الورد

أَتَجعَلُ إِقدامي إِذا الخَيلُ أَحجَمَت-عروة بن الورد 

عروة بن الورد أحد شعراء الجاهلية المعدودين.

 وهو من المجموعة التي تمردت علي عادات العرب المسماة الصعاليك ويلقبه المحدثون بروبين هود العرب.

وذلك لما عرف عنه من مساعدة الفقراء ومعاداة الأغنياء وهو فارس نبيل له قصائد رائعة في وصف معاركة وعرض خصالة الحميدة  وطباعة الجميلة  منها هذه القصيدة .

أَتَجعَلُ إِقدامي إِذا الخَيلُ أَحجَمَت قصيدة حماسية لعروة بن الورد.

فما شاب رأسي من سنين تتابعت ،عروة بن الورد





أَتَجعَلُ إِقدامي إِذا الخَيلُ أَحجَمَت

وَكَرّي إِذا لَم يَمنَعِ الدَبرَ مانِعُ

سَواءً وَمَن لا يُقدِمُ المُهرَ في الوَغى

وَمِن دَبرُهُ عِندَ الهَزاهِزِ ضائِعُ

إِذا قيلَ يا اِبنَ الوَردِ أَقدِم إِلى الوَغى

أَجَبتُ فَلاقاني كَمِيٌّ مُقارِعُ

بِكَفّي مِنَ المَأثورِ كَالمِلحِ لَونُهُ

حَديثٌ بِإِخلاصِ الذُكورَةِ قاطِعُ

فَأَترُكُهُ بِالقاعِ رَهناً بِبَلدَةٍ

تَعاوَرُهُ فيها الضِباعُ الخَوامِعُ

مُحالِفَ قاعٍ كانَ عَنهُ بِمَعزِلٍ

وَلَكِنَّ حَينَ المَرءُ لا بُدَّ واقِعُ

فَلا أَنا مِمّا جَرَّتِ الحَربُ مُشتَكٍ

وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَلا بَصَري عِندَ الهِياجِ بِطامِحٍ

كَأَنّي بَعيرٌ فارَقَ الشَولَ نازِعُ

تَقولُ أَلا أَقصِر مِنَ الغَزوِ وَاِشتَكى

لَها القَولَ طَرفٌ أَحوَرُ العَينِ دامِعُ

سَأُغنيكِ عَن رَجعِ المَلامِ بِمُزمَعٍ

مِنَ الأَمرِ لا يَعشو عَلَيهِ المُطاوِعُ

لَبوسٌ ثِيابَ المَوتِ حَتّى إِلى الَّذي

يُوائِمُ إِمّا سائِمٌ أَو مُصارِعُ

إِذا أَرهَنَتهُ المَينَ شَدَّةُ ماجِدٍ

فَوَرَّعَها القَومُ الأُلى ثُمَّ ماصَعوا

وَيَدعونَني كَهلاً وَقَد عِشتُ حِقبَةً

وَهُنَّ عَنِ الأَزواجِ نَحوي نَوازِعُ

كَأَنّي حِصانٌ مالَ عَنهُ جِلالُهُ

أَغَرُّ كَريمٌ حَولَهُ العوذُ راتِعُ

فَما شابَ رَأسي مِن سِنينَ تَتابَعَت

طِوالٍ وَلَكِن شَيَّبَتهُ الوَقائِعُ



شعر
 

تعليقات