تفسير مختلف للأحداث في سورة يوسف

تفسير مختلف للأحداث في سورة يوسف 


ثلاث رؤي وقعت كانت محرك الأحداث في سورة يوسف رؤيا يوسف عليه السلام وهو طفل صغير- رؤيا السجينين - ثم رؤيا الملك دارت حولها الاحداث في تدبير محكم من العليم الحكيم  .

الرؤيات الثلاث في سورة يوسف


رؤيا يوسف عليه السلام 

تلك الرؤيا التي غيرت وجه العالم وبها أعلن الله عن ميلاد أمة سوف تكون الامة المختارة لقرون .

يحكي القرآن الكريم ان سيدنا يوسف وهو في حال الصبا لم يبلغ الحلم أنه كان أثيراً مقربا من قلب أبيه وكان أخوته لأبيه يغارون منه ويتمنون لوكانوا في مكانة يوسف .

وما زاد حسدهم له وحقدهم عليه  وصب الزيت علي النارالمشتعلة في الأصل : تلك الرؤيا التي حذره أبوه من ذكرها لهم ولكن ما شاء الله كان .

قال يوسف لأبيه كما أخبر القرآن (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم  لي ساجدين )

كان تعبير الرؤيا عند نبي الله يعقوب أن هذه بشارة ليوسف من الله .

وأن تعبير يعقوب لرؤيا يوسف  :-

الشمس والقمر أبوه وأمه والأحد عشر كوكبا هم أخوة يوسف وهو الثاني عشر وجميعهم الأسباط  الإثني عشر ومن سيكونون بعد ذلك بني اسرائيل المختارين الذين تكون فيهم الرسل والرسالات ،وسيكون يوسف حال اكتماله واستوائه هو نبي الزمان والمقدم فيهم وسيعترفون له بالمكانة العالية والاحترام.

 سوف يتحمل يوسف مثل ما تحمل آباؤه إبراهيم واسحق من شرف النبوة والدعوة إلي الله وذكر يعقوب أباه وجده ولم يذكر نفسه تواضعا . 

وكانت الأمة المختارة بعد تلك الرؤيا من ذرية يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام .

  أكرمهم الله واصطفاهم وآتاهم ما لم يؤتي أحدا من العالمين . فما استقاموا كان لهم من الله مايحبون وحين انحرفوا عن الطريق جعل الله منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ،وحكم الله عليهم  آخر الأمر بالذلة والمسكنة إلي يوم القيامة .

وجاء من بعدهم خاتم المرسلين محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم  من ذرية اسماعيل بن إبراهيم فكل الانبياء من بعد إبراهيم من ذريته. 

رؤيا السجينين

يقص القرأن في سورة يوسف (ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراوقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تاكل الطير منه نبأنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ).

توجه السجينان إلي سيدنا يوسف ليفسرلهما الرؤيا.

والسؤال هنا لماذا اختاروا يوسف ليعبر الرؤيا ؟

 والجواب حيث كانت علامات الصلاح تظهر في وجه يوسف نور من الله وبهاء وسماحة لا تخطئها عين.

 طلبا منه تأويل الرؤيا التي رأياها أو رأي كل لنفسه  وهنا تخطئ كل التفاسير -التي قرات- في تفسير رد سيدنا يوسف عليهم.

 فقد قال لهم (لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتاويله قبل أن يأتيكما) .

قال المفسرون ان يوسف أخبرهما انه لا يأتيكم طعام إلا أبلغتكم ماهو (عدس - سمك - لحم - أو أي صنف آخر من الطعام)وهذا كلام باطل لا يصح من عدة وجوه.

الوجه الأول:أن هذا لايكون الرد علي سؤالهما(نبأنا بتأويله).لأن الرد 

  1. إما أن يجيبهما إلي طلبهما في الحال 
  2. أو يعتذر ويقول لاأعلم
  3.  أو يضرب لهم موعدا لتأويل الرؤيا
أما هذا الرد الغريب الذي لا يصح فلا يصدر عن نبي رسول. وكأنك حين تسأل بقالا هل عندك سكرا؟ يقول لك إنها تمطر في أثيوبيا هل هذا رد أوهل هذا يليق ؟

الوجه الثاني:أن إخبارهم بما سيأكلون كما يقولون لا يسمي تأويلا إنما يسمي إخباراً لان التأويل معناه الشرح والتفسير وقد قال لهما (إلا نبأتكما بتأويله)

الوجه الثالث: يبدوا علي زعمهم وكأن يوسف عليه السلام يروج لإمكاناته المذهله بأنه يعلم الغيب للدعاية والشهرة فما الداعي وهولا يحتاج ذلك فقد جاؤه من تلقاء أنفسهم . وكذلك هو نبي مرسل فحاشاه التظاهر والخيلاء

وما أفهم أنا:ما هوإلا موعد ضربه لهم سيدنا يوسف ليخبرهم بتفسير رؤياهم  قال سأبلغكم تفسير الرؤيا قبل أن يأتيكما الطعام، الطعام الذي كان يُنتظرإفطاراً كان أو عشاءاً أراد أن لا يتعجل حتي ياتيه العلم من الله أو أراد أن ينظر في الامر في ترو تؤدة .

إذن هو موعد من مواعيد السجن المعتادة (ساعة الاستيقاظ - ساعة النوم - ساعة الطعام) 

أخبر أحدهم انه سينجو وسيعود إلي عمله يسقي الملك خمراً .

و اخبرالآخر بأنه سيصلب وتأكل الطيور الكواسر جسده.

وحمّل الذي ظن أنه سينجو رسالة إلي الملك ليذكره إنما وضعوه في السجن علي سبيل النظروالإحتياط وليس لذنب اقترفة يقول تعالي (ثم بدا لهم من بعد مارأوا الآيات ليسجننه حتي حين )

رؤيا الملك 

وهذه الرؤيا الثالثة في سورة يوسف فيها من الإشارات والعلامات والعلوم الألهية الكثير .

فقد رأي الملك كما يقول تعالي  (وقال الملك إني أري سبعَ بقراتٍ سمانٍ يأكلهن سبعٌ عجاف وسبعَ سنبلاتٍ خضر وأخرَ يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون )

حين قص الملك الرؤيا أمام الملأ تعجبوا وحاروأ وقالو لا ندري ولسنا من أهل تأويل الأحلام .

هنا من يقف ويسمع؟ الساقي !!!صاحب يوسف في السجن الذي نجا منهما .

تذكر براعة يوسف في تفسير الرؤيا ، وأن الرؤيا التي عبرها لهم وقعت كما قال يوسف تماما .

قال بكل ثقة أنا عندي من  يقسرالرؤيا فقط أرسلون .

أرسلون إلي السجن فآتيكم بتعبير الرؤيا علي أحسن ما يكون - هو واثق لأنه جرب - .

وفي وقت قصير كان يوسف عند الملك وعبر الرؤيا أن سنوات شداد يصبن البلاد ويجب الاحتياط لها باستهلاك الحد الأدني وادخار مايزيد علي الضروري للأيام الشديدة  حتي تنقضي الغمة وكان تدبيرا محكماً من سيدنا يوسف استحق عليه أن يكون العزيز.

إن الرؤي مقدرة  من الله ومرتبة لينفذ قدر الله تعالي.

 يدخل يوسف السجن مظلوماً ويلتقي السجينين اللذين يريان رؤيا يعبرها  لهم يوسف وينجو أحدهما ليعمل ببلاط الملك ليري الملك رؤيا ويدلهم السجين الناجي علي من يعبرالرؤيا ويعبر يوسف الرؤيا في براعة واقتدار وهذا مما علمه الله يستحق يوسف المكانة العالية عند الملك وعند الناس 

يستدعي يوسف بني اسرائيل إلي مصر لتجري أحداث كثيرة قد قصها القرآن أن قدر الله لنا البقاء نعرض لكم  خواطرنا حول بعضها 








المصادر


 القرآن الكريم 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-