تصويب بن كثير في تفسير آية فليقاتل

 تصويب ابن كثيرفي تفسيرآية فليقاتل


الحمد لله الذي جعل في الاسلام إذا أخطأ الحافظ بن كثير أن يقول له عاميُُّ مثلي أخطأت.

يقول المولي سبحانه وتعالي في سورة النساء الآية 74:

(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74))

تفسير بن كثير

يقول بن كثير :(ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {فَلْيُقَاتِلْ} أَيِ: الْمُؤْمِنُ النَّافِرُ {فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} أَيْ:يَبِيعُونَ دِينَهُمْ بعَرَض قَلِيلٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا لِكُفْرِهِمْ وَعَدَمِ إِيمَانِهِمْ.) جـ-2ص358 تفسير ابن كثير - ت السلامة المحقق: سامي بن محمد السلامة- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع

ومعني هذا الكلام أن ابن كثير جعل الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة كفاراً يجب قتالهم وأن الله أمر المؤمنين بقتالهم وهذا والله من العجائب  أذ كيف يكون من باع الدنيا ابتغاء وجهه الله والدارالآخرة كافراً؟ .

والأعجب من ذلك أن الشيخ الحويني وهو رجل الله يعلم كم أجله ولانزكي علي الله أحداً قد تابع ابن كثير في هذا الفهملقاعدة لغوية لاتصح في كل الحالات.

فقد سمعت الشيخ الحويني في أحد تسجيلاته-وقد قام بتحقيق تفسير بن كثير- ولكني لم أعثرعليه للأسف وأترك لك أيها القارئ إن لزمك الامر البحث عنه يقول:(يخطئ أكثر الناس في فهم هذه الآية :
(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74)))
(يجب أن نوضح أن يشري معناها يبيع)
 يري الشيخ الحويني وقد وافق بن كثير في رأيه أن المعني الذي يراه كل من يقرأ الآية إن من يشري الحياة الدنيا بالآخرة أنه عطيم الإيمان وانه استوجب الدرجات العلي إذ باع العاجلة بالباقية وهذا ما يحبه كل مؤمن ويرجوه ، يري الشيخ الحويني أنه أخطأ الفهم وان المقصود عكس ذلك حيث يري الشيخ انه كافر وجب قتاله  وحجة الشيخ أبو اسحق التي سوغت له متابعة ابن كثير في هذا الفهم الخاطئ الذي هو عكس مايراه كل الناس هي قاعدة نحوية هي:أن باء البدل تلحق بالمتروك .

شاهد من العقل

وانا أقول نعم ياسيدي باء البدل تلحق بالمتروك في حالة الشراء ولكنها تلحق بالمقبوض في حالة البيع 
فنحن نقول :

اشتريت قلماً بجنيه.

ونقول:

بعت قلماً بجنيه.

أنت تلاحظ أن الباء في الحالةالاولي (حالة الشراء) لحقت بالجنيه فلا بأس احتفظ أنا بالقلم ويذهب الجنيه (المتروك)  للبائع. 
وفي الحالة الثانية  (حالة البيع ) لحقت الباء بالجنيه أيضاً (المقبوض) فلو قلنا ان الباء تلحق بالمتروك للمرة الثانية إذاً لمن يذهب الجنيه المسكين ؟
الخلاصة ان باء البدل تلحق بالمتروك في حالة الشراء وتلحق بالمقبوض في حالة البيع فيكون الذين باعوا (يشرون) الدنيا بالآخرة قبضوا الآخرة وهذا ما يتمناه  كل مؤمن ومؤمنة.

شاهد من النقل

وهذا عرض لآيتين من القرآن توضحان المعني وتقربانه وتؤكدانه أيضاً.

يقول الله تعالي في سورة البقرة:

الآية الاولي من سورة البقرة (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَابالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86))البقرة

الآية الثانية الآية محل الحديث من سورة النساء (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74))النساء

لو نظرنا إلي الآيتين الكريمتين  نلاحظ الآتي:

الآية الاولي تمثل عملية شراء(شراء الدنيا) والباء لحقت بالآخرة (المتروك) وهؤلاء شهد الله عليهم بأنهم في العذاب لا يخفف عنهم ولا هم ينصرون.

الآية الثانية تمثل عملية بيع (باعوا الحياة الدنيا)والباء لحقت بالآخرة أيضا (المقبوض) وهؤلاء شهد عليهم الحافظ ابن كثير والشيخ الحويني انهم كفار فكيف نسوي من باع بمن اشتري ولا حول ولا قوة إلا بالله.

(قد يكون ما سطرت هو الحق وقد لا يكون ولكن رأيت ما ظننته خطئاً وكان من الواجب التصويب -علي قدر علمي- أرجو ألا يفهم أحد هذا الطرح تطاولاً علي العلماء الأجلاء لكن الحق أحق أن يتبع والحق يعلو ..  )

-إذا وافق رأيك رأيي أو كان لك رأي مخالف أو فهمت غير ما أفهم فضلاً سجل رأيك في التعليقات-

المصادر :

القرآن الكريم 

تفسير ابن كثير 

 ت السلامة المحقق: سامي بن محمد السلامة

 الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-