أنواع القافية من حيث الإطلاق والتقييد


أنواع القافية من حيث الإطلاق والتقييد


تنقسم القافية باعتبار الرَّوِِيّ إلى قسمين :


قافية مطلقة :

 
قافية مطلقة : وهي ما كانت متحركة الرَّوِِيّ ، أي بعد رويها وصل بإشباع ضما أوفتحا أوكسرا ، وكذلك إذا وصلت بهاء الْوَصْل سواء أكانت ساكنة أم متحركة ، وتنقسم إلى ستة أقسام :
  1. مطلقة مجردة من الرِّدْف والتَّأْسِيْس ، موصولة باللين
  2. مطلقة مجردة من الرِّدْف والتَّأْسِيْس ، موصولة بالهاء
  3. مطلقة مردوفة مجردة من التَّأْسِيْس ، موصولة باللين 
  4. مطلقة مردوفة مجردة من التَّأْسِيْس ، موصولة بالهاء 
  5. مطلقة مؤسسة مجردة من الرِّدْف، موصولة باللين
  6. مطلقة مؤسسة مجردة من الرِّدْف، موصولة بالهاء 

قافية مطلقة : وهي ما كانت متحركة الرَّوِِيّ ، أي بعد رويها وصل بإشباع ضما أوفتحا أوكسرا ، وكذلك إذا وصلت بهاء الْوَصْل سواء أكانت ساكنة أم متحركة ، وتنقسم إلى ستة أقسام :


1-مطلقة مجردة من الرِّدْف والتَّأْسِيْس ، موصولة باللين :


مثالها


وَدَعِ الكذوبَ فلا يكنْ لكَ صاحبًا 


إنَّ الكذوبً يَشِيُن حرًّا يَصْحَبُ



2-مطلقة مجردة من الرِّدْف والتَّأْسِيْس ، موصولة بالهاء :


 مثالها:


ما وهبَ الُله لامرئٍ هبةً


أفضلَ منْ عقلِهِ ومنْ أَدَبِهْ


3-مطلقة مردوفة مجردة من التَّأْسِيْس ، موصولة باللين:


ومثالها :


إلهيْ لستُ للفردوسِ أهلا


ولا أقوَى على نارِ الجَحِيْمِ


4-مطلقة مردوفة مجردة من التَّأْسِيْس ، موصولة بالهاء :


 ومثالها :


الصمتُ أجملُ بالفتى


منْ منْطقٍ في غيرِ حِيْنِهْ


5-مطلقة مؤسسة مجردة من الرِّدْف، موصولة باللين:


 ومثاله :


ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ


وكلُّ نعيمٍ لامحالةَ زائِلُ



6-مطلقة مؤسسة مجردة من الرِّدْف، موصولة بالهاء :


 ومثاله :


إذا كنتَ في كلِ الأمورِ معاتباً


صديقَك لم تلقَ الذي لا تعَاتِبُهْ


 قافية مقيدة :

قافية مقيدة : وهي ما كان حرف الرَّوِِيّ فيها ساكنا وهي ثلاثة أنواع:


 قافية مقيدة : وهي ما كان حرف الرَّوِِيّ فيها ساكنا وهي ثلاثة أنواع:
  1.  مقيدة مجردة من التَّأْسِيْس والرِّدْف
  2. مقيدة مردوفة واجبة التجرد من التَّأْسِيْس 
  3. مقيدة مؤسسة واجبة التجرد من الرِّدْف  

1-مقيدة مجردة من التَّأْسِيْس والرِّدْف ، مثالها :


يُريك البشاشة عند اللقا


ويبريك في السرِّ برْيَ القلمْ


2-مقيدة مردوفة واجبة التجرد من التَّأْسِيْس ، مثالها :

دنياكَ ساعاتٌ سراعُ الزَّوَاْلْ


وإنما العُقْبَى خُلودُ المآلْ


3-مقيدة مؤسسة واجبة التجرد من الرِّدْف ، مثالها :


لا تطْلُبَنَّ دُنُوَّ دَا


رٍ مِنْ خليلٍ أوْ مُعَاشِرْ


أسماء القافية من حيث حركات مابين ساكنيها


عرفنا أن حدود القافية على رأي الخليل هي : من أول متحرك قبل آخر ساكنين ، وهذان الساكنان قد يفصل بينهما حرف متحرك أو أكثر ، وقد سمى علماء القافية كل نوع من هذه الأنواع باسم خاص به على النحو التالي :
  1. الْمُتَكَاوِسُ 
  2.  الْمُتَرَاكِبُ 
  3. الْمُتَدَارِكُ
  4.  الْمُتَوَاتِرُ 
  5. الْمُتَرَادِفُ 

الْمُتَكَاوِسُ :

الْمُتَكَاوِسُ :كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه أربعُ حركات متوالية ، وهو مأخوذ من تكاوس الإبل ، أي ازدحامها واجتماعها على الماء ، فكذلك الحركات ازدحمت واجتمعت فيها ، مثل :

النفس فيها رغبة إلى العلا


والرجل تدنو عن بُلُوْغِ أَمَلِيْ


فالقافية في البيت السابق هي ( لوغ أملي ) = ( /0////0 ) .

 الْمُتَرَاكِبُ :


 الْمُتَرَاكِبُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه ثلاثُ حركات متوالية ، وهو مأخوذ من تراكب الشيء إذا ركِبَ بعضه بعضا ، والمتراكب في اللغة هو مجيء الشيء بعضه على بعض ، مثل :


ما كل مايتمنى المرء يدركه


تجري الرياح بما لاتشتهي السُّفُنُ


فالقافية في البيت السابق هي ( هـِ سْسُفُنُوْ ) = ( /0///0 ) .

الْمُتَدَارِكُ : 


الْمُتَدَارِكُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه حركاتان متواليتان ، وهو لغة المتلاحق وسميت القافية به لأن الحركة الثانية قد أدركت الأولى قبل أن يليها ساكن ، مثل :


احفظْ لسانَك أن تقولَ فتبتلى


إن البلاءَ موكَّلٌ بالمنطقِ


فالقافية في البيت السابق هي ( مَنْطِقِيْ ) = ( /0//0 ) .

 الْمُتَوَاتِرُ :


 الْمُتَوَاتِرُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه حركة واحدة ، وسمي متواترًا لأن المتحرك يليه الساكن ، وليس هناك من تتابع الحركات ، مثل :

تزوَّدْ من التقوى فإنك لاتدريْ


إذا جَنَّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفَجْرِ


فالقافية في البيت السابق هي ( فَجْرِيْ ) = ( /0/0 ) .

الْمُتَرَادِفُ :


الْمُتَرَادِفُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ توالى ساكناه بغير فاصل ، وسمي بذلك لترادف الساكنبن فيه وهو اتصالهما وتتابعهما ، مثل :


وكذاك الدهر يرمي بالفتى


في طلاب العيش حالا بعد حَاْلْ


فالقافية في البيت السابق هي ( حَاْلْ ) = ( /00 ) .



 عيوب القافية


عرفنا فيما سبق أن أقل مايلتزم به الشاعر في القوافي هو حرف الروي ، وإذا بدأ الشاعر قصيدته بألف التأسيس وجب عليه أن يلتزم هذه الألف في جميع أبيات القصيدة ، وكذلك الردف إذا بدأه بالألف وجب عليه أن يلتزمه ، ولايجوز له أن يعاقب بينها وبين الواو أو الياء ، وإنما المعاقبة تجوز بين الواو والياء في القصيدة الواحدة ، فإذا أخل الشاعر بما هو واجب الالتزام في القافية فإنه قد يُلحِقُ بشعره عيبا من عيوب القافية .

أقسام العيوب :

العيوب التي تتعلق بالقافية قسمان : قسم أجازه النقاد في شعر المولدين (المتأخرين ) ، ولكن يحسن الاحتراز منه ، وقسم منعوه في شعر المولدين ( المتأخرين ) منعا باتا ، وإذا جاء يعتبر عيبا مشينا ، وما جاء منه في شعر الأقدمين فهو زلات لايصلح للمتأخرين تقليدهم .


المولدين

والمُوَلَّد : هو مايعود زمانه إلى مابعد منتصف القرن الثاني الهجري ، أي إلى مابعد عصر الاحتجاج بالنسبة إلى عرب الأمصار ، وإلى أواخر القرن الرابع الهجري بالنسبة إلى عرب البوادي . وأول المولدين بشار بن برد .


أولا : العيوب المغتفرة للمُوَلَّدِيْن :

  1.  الإِيطاء 
  2.  التَّضْمِين 
  3.  السِّناد

 الإِيطاء :

 الإِيطاء : هو أن تتكرر كلمة الروي بلفظها ومعناها في قصيدة واحدة من غير فاصل يعتدُّ به كسبعة أبيات ، وهو مأخوذ من (المواطاة) التي تعني الموافقة ، مثل :

لقد هتفتْ في جنح ليل حمامةٌ


على فننٍ وَهْنًا وإني لنائمُ


أأزعمُ أني هائمٌ ذو صبابة


لسعدى ولاأبكي وتبكي الحمائمُ

كَذِبْتُ وبيتِ اللهِ لو كنتُ عاشقا


لما سبقتني بالبكاءِ الحمائمُ




أما إذا اتفقت الكلمتان لفظا واختلفتا معنًى فإن ذلك يعد من ضروب الإبداع والتزيين ، وهو دليل الإحاطة العلمية ورسوخ قدم القائل في اللغة ، ولا يتسنى لكل أحد أن يأتي بمثل هذا ، مثال ذلك :


ماذا نؤمل من زمانٍ لم يزلْ


هوَ راغبا في خاملٍ عن نَابِهِ


نلقاه ضاحكةً إليه وجوهُنا


وتراه جهمًا كاشرًا عن نَابِهِ


فـ( نابه ) الأولى ذو نباهة ، والنباهة ضد الخمول ، و( نابه ) الثانية بمعنى السِّن .

 التَّضْمِين : 


 التَّضْمِين : وهو تعلق قافية البيت بصدر البيت الذي يليه وهو نوعان :

أ- قبيح : وذلك إذا كان مما لايتم الكلام إلا به ، كالفاعل ، والصلة وجواب الشرط ، وخبر المبتدأ والنواسخ ، مثل :



وهمْ وردوا الجِفارَ على تميمٍ

وهمْ أصحابُ يومِ عكاظَ إنِّيْ


شهِدتُ لهم مواطنَ صادقاتٍ

شهدنَ لهمْ بحسنِ الظنِّ مِنِّيْ


فقوله : ( شهدتُ ) خبر ( إن ) في البيت السابق .


ب-مقبول : إذا كان الكلام يتم بدونه كالتوابع ، وما أشبهها من الفضلات ، مثل :


وتعرفُ فيهِ منْ أبيهِ شمائلا

ومن خاله ومن يزيدَ ومن جُحُرْ



سماحةَ ذا ، وبِرَّ ذا ووفاءَ ذا

ونائلَ ذا إذا صحا وإذا سَكِرْ


فـ( سماحةَ ) ومابعده بدل اشتمال من قوله ( شَمائِلا ) .

 السِّناد :

 السِّناد : وهو اختلاف مايراعى قبل الروي من الحروف والحركات ، وهو خمسة : اثنان باعتبار الحروف ، وثلاثة باعتبار الحركات :

أ- سناد الردف : وهو جعل بعض الأبيات مردوفة ، وبعضها غير مردوف ، مثل :


إِذا كُنتَ في حاجةٍ مُرسلا

فأرسلْ حكيما ولا تُوْصِهِ


وإِنْ بابُ أمرٍ عليك التوى

فشاورْ حكيمًا ولا تعْصِهِ


فالبيت الأول مردوف والثاني غير مردوف .

ب- سناد التأسيس : وهو جعل بعض الأبيات مؤسسة ، وبعضها غير مؤسس ،مثل :


الرأيُ رأيُ أميرِ المؤمنينَ إذا

حارتْ رجالٌ وضلتْ في مَرَائِيْهَا


أسدى إليَّ أميرُ المؤمنين يدًا

جلَّتْ كما جل في الأملاك مُسْدِيْهَا


بيضاءَ ما شابها للأبرياء دمٌ

ولا تَكَدَّر بالآثام صافِيْهَا


فالبيت الأول والثالث فيهما ألف تأسيس ، والبيت الثاني غير مؤسس .

ج- سناد الإشباع : وهو تغيير حركة الدخيل في القافية المطلقة والمقيدة ، مثل :

وهلْ يتكافا الناس شتى خلالهم

وما تتكافا في اليدين الأَصَابِعُ


يُبجَّلُ إجلالا ويُكْبَرُ هيبةً

أصيلُ الحجى فيه تُقًى وَتَوَاضُعُ


ففي البيت الأول حركة الدخيل وهو الباء كسرة ، وفي البيت الثاني حركة الدخيل وهو الضاد ضمة.

د- سناد الحذو : وهو اختلاف حركة ماقبل الردف ، مثل :


السِّحْرُ من سود العيون لَقِيْتُهُ

والبابِلِيُّ بلحْظِهِنَّ سُقِيْتُهُ


الناعساتُ الموقظاتُ من الهوى

المُغْرِياتُ بهِ وكُنْتُ سَلَيْتُهُ


فحركة القاف في البيت الأول ، وحركة اللام في البيت الثاني تسمى حذوا ، وكان ينبغي أن تتحد حركة ماقبل اليائين ، لكنها جاءت في البيت الأول كسرة وفي البيت الثاني فتحة .

هـ سناد التوجيه : وهو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيد ( الساكن ) ، مثل :

إنَّ لا بعد نعم فاحشةٌ

فبـلا فابدأْ إذا خِفْتَ النَّدَمْ


لا تراني راتعا في مجلسٍ

في لحوم الناس كالسَّبْعِ الضَّرِمْ


فحرف الروي الميم الساكنة ، وقد جاء توجيه القافية الأولى فتحة ، وتوجيه الثانية كسرة .

هذه العيوب المتقدمة قد اغتفر للمولدين المتأخرين  ارتكابهُا لوقوعها كثيرا في شعر المتقدمين إلا التضمين القبيح ، فهو عيب غيرمغتفر ويجب الاحتراس منه .


ثانيا : العيوب التي لاتغتفر للمولدين :


  1. الإقواء 
  2.  الإِصْراف
  3.  الإِكْفاء
  4.  الإِجازَة


الإقواء :

الإقواء : هو اختلاف حركة الروي بالضم والكسر أي اختلاف حركة المجرى في القصيدة الواحدة ، وهو مأخوذ من قول العرب :( أقوى الفاتلُ حبلَه ) إذا خالف بين قواه فجعل إحداهن قوية والأخرى ضعيفة ، ومثاله :


أَمِنْ آل ميةَ رائحٌ أو مُغْتَدِيْ

عجلانَ ذا زادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ


زعم البوارِحُ أنَّ رحلتَنا غدًا

وبذاكَ خبَّرنا الغُرَابُ الأَسْوَدُ


لامرحبًا ولاأهلا بهِ

إنْ كان تفريقُ الأحِبَّةِ في غدِ


فقد جاء الرويّ (الدال) في البيت الأول والثالث مكسورًا ، وفي البيت الثاني مضموما .

 الإِصْراف :

 الإِصْراف :وهو الانتقال بحركة الروي ( المجرى ) من الفتح إلى غيره ، أومن غير الفتح إلى الفتح ، وهو مأخوذ من قولهم : صرفت الشيءَ أي أبعدته عن طريقه،كأن الشاعر صرف الروي عن طريقه الذي كان يستحقه من مماثلة حركته لحركة الروي الأول ، مثل :



ألم ترني رددتُ على ابن ليلى

منيحتَهُ فعجَّلْتُ الأدَاءَ


وقلتُ لشاتهِ لما أتتنا

رماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ


فقد جاء الرويّ (الهمزة) في البيت الأول مفتوحا ، وفي البيت الثاني مكسورًا .

 الإِكْفاء : 

 الإِكْفاء : وهو اختلاف الروي بحروف ذات مخرج واحد أو متقاربة المخرج في قصيدة واحدة ، وهو مأخوذ من قولهم : ( فلان كفء فلان ، أي مماثل له ؛ لأن أحد الطرفين مماثل للآخر ، أي مقارب له في المخرج ، مثل قول الراجز :


إِذَا نزلتُ فاجعلانيْ وَسَطَا

إنيَ شيخٌ لاأطيقُ العُنَّدَا


البيت الأول رويه الطاء ، والثاني الدال ، وهما من مخرج واحد ، وهو طرف اللسان وأصول الثنايا .

 الإِجازَة  : 

 الإِجازَة  : وهو اختلاف الروي بحروف متباعة المخارج في قصيدة واحدة ، وسمي بذلك لتجاوزه الحدود المرسومة وتعديها ، مثل :

خليليَّ سِيرا واتركا الرحلَ إنني

بِمَهْلَكَةٍ والعاقباتُ تَدُوْرُ


فبيناه يشري رحلَهُ قال قائلٌ

لِمَنْ جملٌ رِخْوُ الملاطِ نَجِيْبُ ؟




البيت الأول رويه الراء ، والثاني الباء ، والحرفان مختلفان ومتباعدان في المخرج .






المصادر 
الموسوعة العروضية
سعد الواصل



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-