لحمُها وأظافري-نزار قباني


لحمُها وأظافري-نزار قباني

عندما مزق نزار قباني الأقنعة وواجهها بالحقيقة.

لا تقولي : أرادتِ الأقدارُ 

إنكِ اخترتِ ، والحياةُ اختيارُ

إذهبي  إذهبي إليه فبعدي

لن تعيش الدفلى ولا الجلنارُ 

بِعتِ شعري  بحفنةٍ من أحجارٍ

أخبريني ، هل أسعدتك الأحجارُ

لا تقولي : أرادتِ الأقدارُ ..  إنكِ اخترتِ ، والحياةُ اختيارُ  إذهبي .. إذهبي إليه .. فبعدي  لن تعيش الدفلى ولا الجلنارُ ..  بِعتِ شعري .. بحفنةٍ من أحجارٍ  أخبريني ، هل أسعدتك الأحجارُ

وظننتِ السراب جنةَ عدن

حين لا جنةٌ  ولا أنهارُ

لا تقولي : خَسِرتُ أيام عُمري

هكذا هكذا  يكون القمارُ 

كنتُ في معصميكِ  إسوار شعرٍ

وعلى الدرب  ضاع منكِ السوار

أوهذا  الذي انتهتِ إليهِ ؟

مجدكِ الآن  قُنبٌ  وغبارُ

كنتِ سلطانة النساءِ جميعاً

ولكِ الأرضُ كُلها  والبحارُ 

ثم أصبحتِ ، يا شقيهُ ، بعدي

ربوةً  لا تزورُها الأمطار

شامتٌ شامتٌ أنا بكِ جداً

لا يُريحُ المقتول إلا الثارُ 

إنني منكِ  لا أُريد اعتذاراً

ما تفيدُ الدموع والأعذارُ ؟

ما بوسعي أن أفعل الآن شيءاً

كُل ما حولنا  دمار  دمار

ما بوُسعي إنقاذُ وجهٍ جميلٍ

أكلَتهُ من جانبيهِ النارُ 

أنتِ  أنتِ هربتِ من الحُب

وسهلٌ على النساء الفرارُ 






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-