لحمُها وأظافري-نزار قباني
عندما مزق نزار قباني الأقنعة وواجهها بالحقيقة.
لا تقولي : أرادتِ الأقدارُ ..
إنكِ اخترتِ ، والحياةُ اختيارُ
إذهبي .. إذهبي إليه .. فبعدي
لن تعيش الدفلى ولا الجلنارُ ..
بِعتِ شعري .. بحفنةٍ من أحجارٍ
أخبريني ، هل أسعدتك الأحجارُ
وظننتِ السراب جنةَ عدن
حين لا جنةٌ .. ولا أنهارُ
لا تقولي : خَسِرتُ أيام عُمري
هكذا .. هكذا .. يكون القمارُ ..
كنتُ في معصميكِ .. إسوار شعرٍ
وعلى الدرب .. ضاع منكِ السوار
أوهذا .. الذي انتهتِ إليهِ ؟
مجدكِ الآن .. قُنبٌ .. وغبارُ
كنتِ سلطانة النساءِ جميعاً
ولكِ الأرضُ كُلها .. والبحارُ ..
ثم أصبحتِ ، يا شقيهُ ، بعدي
ربوةً .. لا تزورُها الأمطار
شامتٌ ..شامتٌ أنا بكِ جداً
لا يُريحُ المقتول إلا الثارُ ..
إنني منكِ .. لا أُريد اعتذاراً
ما تفيدُ الدموع والأعذارُ ؟
ما بوسعي أن أفعل الآن شيءاً
كُل ما حولنا .. دمار .. دمار
ما بوُسعي إنقاذُ وجهٍ جميلٍ
أكلَتهُ من جانبيهِ النارُ ..
أنتِ .. أنتِ هربتِ من الحُب ..
وسهلٌ على النساء الفرارُ ..
نزارقباني