أسألك الرحيلا- نزار قباني
طلب غريب يطلبه نزار قباني من حبيبته.
والسبب أغرب لكن هذا المعتاد من نزار دائما يفاجئنا بالجديد والمدهش.
بغير ذلك لن يكون نزارا يطلب الرحيل من اجل خلود الحب فلنتابع ونري.
لنفترق قليلا لخير هذا الحب ، يا حبيبتي وخيرنا لنفترق قليلا لأنني أريد أن تزيد في محبتي أريد أن تكرهيني قليلا بحق ما لدينا من ذِكري غاليةٍ كانت على كلينا بحق حُب رائعٍ ما زال منقوشاً على فمينا ما زال محفوراً على يدينا بحق ما كتبتهُ إلي من رسائلِ ووجهكِ المزروع مثل وردة في داخلي وحبُكَ الباقي على شعري على أنا ملي بحق ذكرياتنا وحزننا الجميل وابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا أكبر من شفاهنا بحق أحلى قصةٍ للحب في حياتنا أسألك الرحيلا . لنفترق أحبابا فالطيرُ كل موسمٍ تفارق الهضابا والشمس يا حبيبتي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا كُن في حياتي الشك والعذابا كُن مرةً أسطورةً كُن مرةً سرابا وكُن سؤلاً في فمي لا يعرفُ الجوابا من أجمل حب رائعٍ يسكن منا القلب والأهدابا وكي أكون دائماً جميلةً وكي تكون أكثر اقترابا أسألك الذهابا لنفترق ونحن عاشقانِ لنفترق برغم كُل الحُب والحنان فمن خلال الدمع يا حبيبي أريد أن تراني ومن خلال النار والدُخان أريد أن تراني لنحترق لنبكِ يا حبيبي فقد نسينا نعمة البكاءِ من زمان لنفترق كي لا يصير حُبنا اعتيادا وشوقنا رمادا وتذبل الأزهار في الأواني كُن مطمئن النفس يا صغيري فلم يزل حبُك ملء العين والضمير ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير ولم أزل أحلم أن تكون لي يا فارسي أنت ويا أميري لكنني لكنني أخاف من عاطفي أخاف من شعوري أخاف أن نسأم من أشواقنا أخاف من وصالنا أخاف من عناقنا فباسم حُب رائعٍ أزهر كالربيع في أعماقنا أضاء مثل الشمس في أحداقنا وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا أسألك الرحيلا حتى يظل حُبنا جميلا حتى يكون عُمره طويلا أسألك الرحيلا |