الخــــــــرافــة-نزار قباني


فصيدة الخــــــــرافــة-نزار قباني


يحاسب نزار قباني التراث العربي وما رسّخه في ذهن الفرد العربي من نظرة دونية للمراة .

 واعتبارالمرأة شيئاً للمتعة أو أداة للجنس أو قطعة من أثاث البيت أوبعض مكونات الحياة عديمة القيمة.

يتحدث عن الموروث الثقافي للعرب ونظرتهم إلي الجنس كتابو كبير ومن الأمور المسكوت عنها بل المنهي عن الكلام فيها. .

يُنشأ الفتي العربي علي العيب والاحتشام والابتعاد فور البلوغ أو قبلها بقليل عن كل ماهو أنثوي .




حين كنا .. في الكتاتيبِ صغارا

حقنونا .. بسخيف القولِ .. ليلاً ونهارا

درسونا :

" ركبةُ المرأة عوره .. "

" ضحكةُ المرأة عوره .. "

" صوتها ..

ـــــ من خلف ثقبِ الباب ــــ عوره "


حين كنا .. في الكتاتيبِ صغارا  حقنونا .. بسخيف القولِ .. ليلاً ونهارا  درسونا :  " ركبةُ المرأة عوره .. "  " ضحكةُ المرأة عوره .. "  " صوتها ..  ـــــ من خلف ثقبِ الباب ــــ عوره "



صوروا الجنس لنا ..

غولاً .. بأنيابٍ كبيره ..

يخنق الأطفال ..

يقتاتُ العذارى ..

خوفونا .. من عذاب الله إن نحن عشقنا

هددونا .. بالسكاكين .. إذا نحن حلمنا ..

فنشأنا .. كنباتات الصحارى ..

نلعق الملح ، ونستاف الغبارا ..

***

يوم كان العلم في أيامنا

فلغةً تمسكُ رجلينا وشيخاً .. وحصيرا ..

شوهونا ..

شوهوا الإحساس فينا والشعورا ..

فصلوا أجسادنا عنا ..

عصوراً .. وعصورا ..

صوروا الحب لنا .. باباً خطيرا

لو فتحناهُ .. سقطنا ميتين

فنشأنا ساذجين

نحسب المرأة .. شاةً أو بعيرا

ونرى العالم .. جنساً وسريرا ..











حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-