البحورالشعرية واختلاف ورودها كثرة وقلة

البحورالشعرية واختلاف ورودها كثرة وقلة


لاشك أن المتتبع لأوزان الشعر العربي يجدها تختلف في الورود كثرة وقلة.


يقول المعلري: "إن أكثر أشعار العرب من الطويل والبسيط والكامل"، وهذا صحيح. يدل علي ذلك  الاستقراء والملاحظة المتأملة .


أكثر البحور الشعرية استعمالا

وقد روي أن المعري يقول: "إن أكثر أشعار العرب من الطويل والبسيط والكامل"، وهذا صحيح. يدل علي ذلك  الاستقراء والملاحظة المتأملة .

البحر المديد قليل الاستعمال

 وقد ذكروا أيضًا أن المديد قليل الاستعمال؛ لثقل فيه إلا عروضه الثالثة.

البحر المضارع والمقتضب نادران

 كما ذكروا أن الزجَّاج قال عن المضارع والمقتضب إنهما قليلان جدًّا في الشعر العربي حتى إنه لا توجد قصيدة منهما لعربي، وإنما يروى منهما البيت والبيتان.

البحر المتدارك قليل الورود

كذلك بحر المتدارك قليل في الأزمنة  القديمة، وقلّته هي التي حملت الخليل على إنكاره، وعدم عِّده بين بحور الشعر.

 وإثبات الأخفش للبحر المتدارك  لا يدل على كثرة وروده، بل إنه تمسك ببعض شواهد صحت عنده، فهو لا ينكر ندرته.

قالوا: وزعم الزجَّاج أن الضرب المسبغ لمجزوء الرمل موقوف على السماع، وأن الذي ورد منه قول الشاعر:

لانَ حَتَّى لو مشى الذَّرْ 

 رُ عليه كاد يدميه

والذي نلاحظه في الكامل قلة ورود أمثلة العروض التامة الصحيحة مع الضرب الأحذ المضمر الذي تصير فيه متفاعلن إلى مُتْفَا بسكون التاء، وتحول إلى فعْلن، مثل قول الحطيئة:

شهد الْحُطَئيةُ يوم يلقَى ربَّه 

 أن الوليد أحق بالعذر

ولعل قلَّته جاءت لنقص الضرب عن العروض، والأولى في آواخر الكلام أن يكون أمدّ من أوائله، ألا ترى الترفيل والتذييل والتسبيغ جاءت في الأضرب ولَمْ تأتِ في الأعاريض.

كما نلاحظ في بحر الخفيف أن العروض التامة الصحيحة مع ضربها المحذوف قليلة جدًّا للسبب المتقدم؛ لأن العروض تكون فاعلاتن، والضرب فاعلن، ومثاله

عيْنُ بكِّي بالمسْبَلات أبا الحا 

 رث لا تذَخري على زمعه

البحر المتقارب لا يأت صحيحا


في البحر المتقارب لم يجئ المجزوء منه صحيحًا كما ورد التام، بل اشترطوا فيه الحذف فصار وزنه:

فعولن فعولن فعو 

 فعولن فعولن فعو

ولم نجد في الذوق ما كان يمنع وروده تامًّا، بل قد جربنا نغمته فوجدناها سائغة ونظمنا منه عدة أبيات كان منها:

فهذا كلامٌ بليغٌ 

 وهذا هراءٌ وسخفُ

لنا صدر هذا المكان

 ندافع عنه الخصوما

وحسْبُ الفتى صالحاتٌ

 تكون طريقَ الخلود

فهذه الأبيات كلُّها من مجزوء المتقارب تامّة العروض والضرب كلاهما على وزن فعولن وهي كما ترى سائغة في الذوق، ونحن نتساءل في حَيْرة شَديدة: هل رفض العرب أن يقولوا على هذا الوزن؛ لأنه لا يلائم ذوقهم؟ أم أن استقراء الخليل ومن بعده لم يعثر بهذا الوزن في كلامهم؟ فيكون ذلك اتفاقًا غريبًا جدًّا.

 إذ رأينا أشياء فاتت الخليل فتداركها من بعده وتلافوا بفعلهم نقص استقرائه.

والأعجب من كل هذا أننا لم نر أحدًا من العروضيين تنبه إلى ملاحظتنا هذه، وتساءل عن إهمال هذا الوزن مع استساغته في الذوق أو دافع عن إهماله وعلّل ذلك بما رآه.


مصطلحات مهمة في العروض

أ- التقفية: 

وهي من‌‌ ألقاب الأبيات؛ فالبيت المقفَّى: ما وافقت عروضه ضربه وزنًا وتقفية، من غير تغيير لها عمّا تستحقه من أجل إلحاقها بالضرب، فالتقفية تلتقي مع التصريع في إحداث المشاكلة بين العروض والضرب، ولكن التصريع كان بإدخال تغيير في العروض ليس من شأنها، أما التقفية فليس فيها هذا الخروج من الأصل، وإنما يتفق الوزن أصلًا ويزداد عليه الاشتراك في حرف الروي وحركته؛ كقول امرئ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل 

 بسقط اللوى بين الدخول فحومل

ب- التدوير: 

من ألقاب الأبيات، فالبيت المدور، ويقال له المداخل: هو ما اشترك شطراه في كلمة واحدة، ومثاله قول الموصلي:

إنَّ ما نَوَّلتني مِنْ 

 كَ وَإِنْ قلَّ كثير

فكلمة منك بعضها في الشطر الأول والآخر في الشطر الثاني.

 الحشو: 

وهو ما عدا العروض والضرب من تفاعيل البيت.

د- والمعرَّى: 

هو كل ضَرْب سَلِمَ من عِلَلِ الزيادة مع جواز وقوعها فيها؛ كالترفيل والتذييل، فإنهما يدخلان مجزوء الكامل جوازًا، وكذلك مجزوء المتدارك يصحُّ أن يُرَفَّل أو يُذَيَّل.

ومجزوء الرمل يصح أن يُسبغ، وقد مرّ بك كل ذلك؛ فلا داعي للإطالة بتفصيله

هل لديك سؤال أو استفسار؟




المصادر
 أهدي سبيل إلي علمي الخليل




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-