ما يوصل بغيره من الكلمات في الكتابة وما يكتب منفصلا


ما يوصل بغيره من الكلمات في الكتابة وما يكتب منفصلا 



من المفهوم أن الكتابة إنما هي تصوير خطي للألفاظ.

 وذلك بتدوين الحروف الهجائية التي تصور أصوات كل لفظ.

 بحيث يكون المكتوب مطابقًا للمنطوق به في ذوات حروفه، وترتيبها وعددها.





وطبيعي أن تتكون الصورة الخطية العامة للكلمة من مجموع حروفها متضامّة ومنفصلة عن حروف كلمة أخرى سابقة أو لاحقة.

 لأن كل كلمة تعدل على معنى غير معنى الكلمة الأخرى، وتمايز المعنيين يستوجب تمايز اللفظين، غير أن هناك بعض الكلمات النَّحْوية لها من الخصائص ما يحتم وصلها بغيرها في الكتابة، ويخضع هذا الوصل لقاعدة عامة هي:

قاعدة

(توصل بغيرها كل كلمة لا يصح الابتداء بها، أو لا يصح الوقف عليها).


ما لا يصح الابتداء به، بل يجب وصله بغيره في الكتابة:


1- نونا التوكيد


 وتوصلان بآخر المضارع والأمر مثل: لأخدمنّ الوطن، تبرعنّ لهذا المشروع -لنون التوكيد الثقيلة- ومثل: لنكونا من المتطوعين، فكرا في مستقبلك لنون التوكيد الخفيفة.


ملاحظة: كتبت نون التوكيد الخفيفة ألفا تطبيقا لقاعدة سابقة.


2- علامة المثنى


 في الكتابان والكتابين، وجمع المذكر السالم في: المجتمعون والمجتمعين، وجمع المؤنث السالم في: المسلمات


3- تاء التأنيث 


وتوصل بآخر الماضي، مثل: الشمس أشرقت.


4- الضمائر البارزة المتصلة


 سواء أكانت للرفع، وهي التاء، ونا، وتوصلان بآخر الماضي، وألف الاثنين، وواو الجماعة، ونون النسوة وتوصل بآخر الفعل


الماضي والمضارع والأمر، وياء المخاطبة وتوصل بآخر المضارع والأمر أم كانت للنصب أو الجر، وهي ياء المتكلم، نا، كاف المخاطب، هاء الغائب وما تصرف منهما.


ما لا يصح الوقف عليه:

1- الحرف المفرد

 أي: المكون من حرف واحد سواء أكان هذا الإفراد بالوضع اللغوي، مثل باء الجر، وتاء القسم، ومثل اللام الجارة، أو للابتداء، أو للاستغاثة، أو الواقعة في جواب قسم، ومثل السين، وفاء العطف أو الجزاء، أم كان هذا الإفراد عرضا، وذلك مثل الميم في من والعين في عن إذا دخلتا على ما مثل: مم مما، عمّ عما، أو دخلتا على من مثل: ممن، عمن، فقد حذفت نون من وعن لقاعدة سابقة، وبقي من الكلمة حرف واحد، فيوصل بما أو مِنْ بعده.

لفظ ال

2- أما لفظ أل فيوصل بالاسم بعده، نحو: الرجل، الابتسام.

3- الكلمة التي ركبت مع ما بعدها تركيبا مزجيا


 مثل: بعلبك، معد يكرب.

4- العدد من ثلاثة إلى تسعة 

إذا ركب مع المائة، نحو: ثلاثمائة وتسعمائة، بخلاف ما ركب معها من الكسور، مثل: رُبْع مائة أي: خمسة وعشرين، وخمس مائة أي: عشرين.

5- الظروف التي تليها كلمة إذ المنونة


 نحو: وقتئذ، حينئذ، يومئذ، أما إذ غير المنونة فيفصل عنها الظرف نحو: رجعت حين إذ سقط المطر.

كلمة حب

6- توصل كلمة حب بكلمة ذا في حبذا ولا حبذا، ويلاحظ أن كل كلمة أوردناها في هذه البنود الستة لا يمكن الوقف عليها.
تعقيبات:
أ- يفهم من قاعدة وصل الكلمات أن كل ما يصح الابتداء به والوقف عليه يفصل عما جاوره في الكتابة.
فيفصل الاسم الظاهر عن الاسم الظاهر وعن الضمير المنفصل، ويفصل كل منهما عن غيره من الأسماء أو الأفعال أو الحروف المكونة من أكثر من حرف.

ب- هناك أدوات توصل بغيرها طبقا لقواعد أخرى معينة، وأشهر هذه الأدوات:


كي - لا - ما - من

كلمة: كي:


1- كي الناصبة للمضارع تفصل عن لا النافية بعدها، نحو: سكت كي لا أسبب لك حرجا، بشرط ألا تسبق كي باللام، فإذا سبقتها اللام كتبت الكلمات الثلاث متصلة، نحو: سكت لكيلا أسبب لك حرجا.

2- كي توصل بكلمة ما بعدها إذا كانت ما استفهامية وحينئذ تحذف ألف ما ويعوض عنها بهاء السكت، مثل: كيمه؟ أي لمه؟ أو كانت ما مصدرية، نحو جئتك كيما أتعلم، فكي هنا بمنزلة لام التعليل، وما مصدرية، أي: جئتك للتعلم
أو كانت ما زائدة نحو: احفظ الإخوان، كيما يحفظوا منك المغيبا.

كلمة:لا

1- توصل لا النافية بإن الشرطية قبلها، نحو: إلا يكن الكلام مفيدًا فالصمت مستحب، فقد وصلت لا بإن بعد حذف نونها، طبقا لقاعدة سابقة.
2- وتوصل كذلك بأن المصدرية الناصبة للمضارع، مثل: يستحسن ألا تسافر اليوم، فقد وصلت لا بأن بعد حذف نونها، طبقا لقاعدة سابقة.
ومن هذه الحالة أيضا أن تسبق أن المصدرية باللام، فتكتب الكلمات الثلاث متصلة، مثل: سكت لئلا تطول المناقشة، وهنا اعتبرت الهمزة متوسطة، فكتبت على ياء لكسر ما قبلها.
أما أن المفسرة وأن المخففة من الثقيلة فتفصلان عن لا الواقعة
بعدهما، مثل: أومأت إليه أن لا يقوم، ومثل: علمت أن لا يرد الحق إلا القوة، ومثل: وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه.

كلمة:مَنْ

مِنْ أنواع مَنْ: الاستفهامية والموصولة، وكلتاهما توصل بأحرف الجر: من وعن وفي، قبلهما، مثل: ممن اقترضت هذا المال؟ للاستفهامية، واستفد ممن جرب للموصولة، وعمن تبحث؟ للاستفهامية، وعفوت عمن أساء إلىَّ، للموصولة، ويلاحظ أن نون من وعن قد حذفتا -طبقا لقاعدة سابقة- وبقي منهما حرف واحد فكان وصله بها واجبًا
ومثل: فيمن تفكر؟ للاستفهامية، ووضعتُ ثقتي فيمن يحفظ السر، للموصولة.

كلمة:ما

تأتي ما اسمية أو حرفية، ولكل منهما أنواع: فالاسمية تأتي استفهامية، وموصولة، ونكرة، ومعرفة تامة.

ما الاستفهامية:


1- توصل بالاسم قبلها إذا كان مضافا، مثل: بمقتضام كتبت هذه الشكوى؟
2- وتوصل بأحرف الجر: من، عن، في، إلى، حتى، على، كي، اللام، نحو: مم؟ عم؟ فيم؟ إلام؟ حتام؟ علام؟ كيمه؟ لم؟ ولمه؟ وفي جميع هذه الأمثلة تحذف ألف ما كما ذكر سابقا.

ما الموصولة:

توصل بالكلمات: من، عن، في، سيّ، نِعم، مكسورة العين مثل: سررت مما عملته، وسألت عما تحتاج إليه، وفكرت فيما أخبرتني به، ويحب الأطفال القصص لاسيما الخيالية، و {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِه} .
ما النكرة:
هي بمعنى شيء، وحكمها حكم الموصولة في وصلها بالكلمات السابقة، والأمثلة المذكورة في الموصولة تصلح أن تكون فيها ما نكرة موصوفة بمعنى شيء.
ملاحظة:
ما الاسمية مهما يكن نوعها توصل بالفعل نِعَّم إذا جاء مكسور العين
وأدغمت ميمه في ميم ما نحو: نِعمَّا نرشدكم إليه، وهذب الطفل تهذيبا نِعمَّا، فإذا كان الفعل ساكن العين فصل عن ما مثل: نِعْمَ ما يقول الفاضل.
وما الحرفية تأتي نافية، ومصدرية، وزائدة.

ما النافية:

تفصل عما قبلها إلا إذا كان حرفًا مفردًا فتوصل به، نحو: سعى إلى المال فما نفعه المال.
ما المصدرية:
1- توصل بكلمة: كل، المنصوبة على الظرفية، وفي هذه الحالة تكون كلمة: كلما، أداة شرط تفيد التكرار، نحو: كلما قلت السلع ارتفع سعرها.
2- وتوصل ما المصدرية أيضا بكلمة حين، وريث، وقبل، ومثل  نحو: أصغيت إليه حينما تكلم، أي: حين كلامه، ويجوز اعتبار ما هنا زائدة، أي: حين تكلم، وتوصل بما قبلها أيضا، ومثل: انتظرته ريثما صلى، أي: وقت صلاته، وخرجت قبلما حضر، أي: قبل حضوره، وعاملته مثلما عاملني، أي: مثل معاملته إياي.
3- وتوصل ما المصدرية بالحرف المفرد قبلها -وقد سبق شرح ذلك في وصل الحروف المفردة- ومن ذلك الباء، مثل: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُم} أي: بصبركم، والكاف، مثل: {آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس} ، أي: كإيمان الناس، واللام مثل: أكبرته لما وفى بعهده، أي: لوفائه بعهده.

ما الزائدة:

وهي نوعان: كافة، وغير كافة

ما الزائدة الكافة:

1- توصل بآخر الأفعال: طال، جل، قل، نحو: طالما نصحت له، وجلما قلت له، وقلما انتفع به، وما في هذه الأمثلة قد كفت الفعل عن طلب الفاعل، وإذا اعتبرت ما مصدرية، وهي والفعل بعدها في تأويل مصدر فاعل كتبت أيضا متصلة بالفعل قبلها.
2- وتوصل بآخر إن وأخواتها فتكفها عن العمل، مثل: إنما {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} كأنما، لكنما، ليتما، لعلما.
وتفصل هذه الأدوات عن كلمة ما التي بعدها إذا كانت ما موصولة، أو نكرة موصوفة، نحو: إن ما تقوله حق، أي: أن الذي تقوله حق، أو أن شيئا تقوله حق، ونحو: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِر} يجوز اعتبار ما كافة فتوصل بإن، ويجوز اعتبارها موصولة فتفصل عنها، أي: أن الذي صنعوه كيد ساحر، أو نكرة موصوفة فتفصل أيضا، أي: أن شيئا صنعوه كيد ساحر.
3- وتوصل بكلمة رُبَّ فتكفَّها عن الجر مثل: ربما تنجح الحيلة، وربما حيلة تغلب القوة.

ما الزائدة غير الكافة:

توصل بما قبلها في الأحوال الآتية:
1- إذا وقعت بعد كلمة ليت وظلت عاملة، مثل: ليتما أخاك هنا.
2- إذا وقعت بعد أدوات الشرط: إن، أين، حيث، كيف، مثل: إما نخافن فاستعذ، {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ} ، حيثما تقم نجد أنيسًا، كيفما تكن معاملتك للناس يعاملوك، وما في هذه الأمثلة لم تكف الأدوات عن الجزم.
3- إذا وقعت بعد أي الشرطية، مثل: أيما الكتابين قرأت استفدت
أو أي الاستفهامية، مثل: أيما عالم اخترع هذا الدواء؟ أو أي الدالة على كمال الصفة، مثل: أخلصت أيما إخلاص، وفي هذه الأمثلة نجد أن ما لم تكفَّ أي عن الإضافة إلى ما بعدها.
4- إذا وقعت بعد بين مثل: فبينما الصمت سائد إذ انطلقت صيحة مرعبة، وما هنا لم تكف بين عن الإضافة إلى الجملة بعدها.
5- سبقت الإشارة إلى زيادة ما بين مِنْ ومجرورها، أو بين عَنْ ومجرورها، وفي هذه الحالة توصل ما بحرف الجر ولا تكفُّه عن جر ما بعدها، مثل: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} ، عما قريب تنكشف الحقيقة





هل لديك سؤال أو استفسار؟

اكتب سؤالك في التعليقات




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-