علوم القرآن- الوحي
تعريف الوحي في اللغة:
وحى أوحى إليه، ووحيت إليه، إذا كلمته عمَّا تخفيه عن غيره .
وأصل الوحي:إعلامٌ في خفاء، وسرعة. وللوحي صورٌ عِّدَّة، وهي كلُّها تتمُّ في خفاء،فهو الإشارة السريعة. ولتضمُّنه السُّرعة قيل: أمرٌ وحي للكلام على سبيل الرمز.
فالمتتبع لما جاء في اللغة من استعمالَا ت معجمية لمعنى الوحي، سيجد أنها تشير جميعها إلى الإعلام الخفي السريع، بين طرفين. بعدة طرق لتوصيل المراد إيصاله.
فالوحى كلمةٌ تدل على معان منها: الإشارة، والإيماء، والكتابة، والسرعة،والصوت، والإلقاء فى الروع إلهامًا، لِّيَبْقَى أَثَره فِّى النَّفْس، وَيَبْقَى بَعْدَ انْتِّهَاءِّ حدوثه.
وهو ما سنفصل الحديث فيه عند الكلام عن صور الوحي وأنواعه وحالَته المختلفة.
ومن صور الوحي بمعناه اللغوي :
وحي الإلهام في قوله تعالى: (وَإِّذْ أَوْحَيْت إِّلَى الْحَوَارِّيينَ أَنْ آمِّنوا بِّي وَبِّرَسولِّي قَا لوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِّأَنَّنَا مسْلِّمونَ) المائدة.
والحواريون جمع حوارى. وهم أنصار عيسى عليه السلام الذين لَزموه، فقد ألهمهم الله وقذف في قلوبهم الإيمان، فآمنوا بالِلّه وبرسوله عيسى عليه السلام.
قال ابن كثير: وهذا أيضا من الَامتنان على عيسى عليه السلام بأن جعل له أصحاباُ وأنصاراً، وهذا وحي إلهام بلا خلاف .
ومن ذلك أيضًا : أن الله عز وجل أوحى إلى أم موسى، فقال: (وَأَوْحَيْنَا إِّلَى أ مِّ موسَى أَنْ أَرْضِّعيهِّ فَإِّذَا خِّفْتِّ عَلَيْهِّ فَأَلْقِّيهِّ فِّي الْيَمِّ)القصص وهي ليست نبية،فهو إلهام يقع في القلب يطمئنُّ له الصدر، ويخص به بعض أصفيائه" .
ويأتي الوحي بمعنى: الإشارة والرمز، وذلك في قوله تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِّهِّ مِّنَ الْمِّحْرابِّ فَأَوْحَى إِّلَيْهِّمْ أَنْ سَبحوا بكْرَةً وَعَشِّيًّا)مريم فمعنى: (فَأَوْحَى إِّلَيْهِّمْ)،أي: رمزَ وأشارَ إليهم بكيفية من الكيفيات، أن يسبحوا الله بكرةً وعشيا، يفسرها:قوله تعالى:(قَالَ آيَتكَ أَلََّا تكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّام إِّلََّا رَمْزا)، فقد سأل زكريا عليه السلام ربه ولداً، يكون نبياً من بعده، وقد أجاب له دعاءه، وبشره بيحيى، وعرفه بالعلامة التى بها يعرف وقوع ما بشره به، زيادة فى اطمئنانه وسروره .
حين طلب من الله آية، حينما قال: (قَالَ رَب اجْعَلْ لِّي آيَةً قَالَ آيَتكَ أَلََّا تكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّام إِّلََّا رَمْزاآل عمران ، بمعنى: أنك لَا تستطيع الكلامَ ثلاث ليا ل من غيرعلة، ولَاعاهة، ولَا مرض، لَا تستطيع الكلام،أي، يحبس لسانه عن الكلام ، هذه علامة ذلك، أنه سيرزق بالولد.
ومنه الإلهام الغريزي التسخيري لبعض مخلوقاته، كالوحي إلى النحل. قال تعالى:(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِّلَى النَّحْلِّ أَنِّ اتَّخِّذِّي مِّنَ الْجِّبَالِّ بيوتًا وَمِّنَ الشَّجَرِّ وَمِّمَّا يَعْرِّ شونَ)النحل، فأوحى إلى النحلِّ معناه أنه ألهمها، وغرس الله في فطرتها عملَ هذا الأمر.
واستعملَ القرآ ن الوحي بمعنى وساوس الشياطين للإنسان بالشر، كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِّكَ جَعَلْنَا لِّكل نَبِّي عَدوّاً شَيَاطِّينَ الْإِّنْسِّ وَالْجِّن يوحِّي بَعْضهمْ إِّلَى بَعْضٍ زخْرفَ الْقَوْلِّ غروراً)الأنعام، ومنه قو له سبحانه: (وَإِّنَّ الشَّيَاطِّينَ لَيوحونَ إِّلَى أَوْلِّيَائِّهِّمْ لِّيجَادِّلوكمْ )الأنعام:.
وجاء إطلاق الوحي مراداً به إلقاء الله إلى الملائكة من أمره، وإجراء له مجرى القول، وذلك في قوله تعالى:(إِّذْ يوحِّي رَبُّكَ إِّلَى الْمَلائِّكَةِّ أَني مَعَكمْ فَثَبِّتوا الَّذِّينَ آمَنوا )الأنفال.
الوحي للجمادات أي الأمر الكوني للجمادات، كما في سورة الزلزلة (إذَا زْلزِّلَتِّ الْأَرض زِّْلزالَهَا - وَأَخْرَجَتِّ الْأَرْض أَثْقَالَهَا - وَقَالَ الْإِّنْسَا ن مَالَهَا - يوْمَئِّذ تحَدث أَخْبَارَهَا - بِّأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) أي: تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم. تفسير البغوي .
الوحي بمعناه الًاصطلاحي:
هو كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه. وهذا تعريف له بمعنى اسم المفعول أي: للموحى به. فالمقصود بالمعنى الَاصطلاحي: النبوة المأخوذة من النبأ بمعنى الخبر، وهو وصول خبر الله تعالى بطريق الوحى إلى من اختاره من عباده لتلقي ذلك) (. قال تعالى في سورة النساء:(إِّنَّا أَوْحَيْنَا إِّلَيكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِّلَى نوح وَالنَّبِّيينَ مِّن بَعْدِّهِّ وَأَوْحَيْنَا إِّلَى إِّبْراهِّيمَ وَإِّسْمَاعِّيلَ وَإِّسْحَاقَ وَيَعْقوبَ وَالأَسْبَاط وَعِّيسَى وَأَيُّوبَ وَيونسَ وَهَارونَ وَسلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوودَ زَبورا {]النساء
والوحي أيضًا بمعناه الشرعي الخاص بأنبيائه ما أنزله الله على أنبيائه، وعرفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم، ومنهم من أعطاه كتابا، ومنهم من لم يعطه.
أنواع الوحي :
الوحي بمعناه الَاصطلاحي كما بيناه هو إعلام وتوصيل من الله لرسله بما يريده منهم، وما يطالبهم به من أوامر ونواه، بإحدى طرق الوحي وأن يبلغوها للناس؛ الأمر الذي يكفل لهم السعادة في الدارين؛ فيقيم لهم حياة كريمة في الدنيا ويضمن لهم بها نعيم الآخرة .
وقد اتخذ الوحي أشكالاً وطرقًا، لتلقيه من الله أجملها المولى عز وجل في قوله تعالى:(وَما كانَ لِّبَشَرأَنْ يكَلِّمَه اللََّّه إِّلََّا وَحْياً أَوْمِّنْ وراءِّ حِّجا ب أَوْيرْسِّلَ رَسولاً فَيوحِّيَ بِّإذْنِّهِّ ما يَشاء إِّنَّه عَلِّيٌّ حَكِّيمٌ) الشورى .
أي، ذو علوعلى كل شيء وارتفاع عليه، واقتدار. حكيم: يقول: ذو حكمة في تدبيره خلقه.وفي هذه الآية أخبرنا الله تعالى أن تكليمه ووحيه للبشر يقع على ثلاثة أنواع:-
الأول: إلقاء المعنى من الله في القلب، بما أراد بحيث،لَا يشك في أنه من الله.ودليله قوله تعالى: (إِّلََّا وَحْيًا)الشورى .
ومثال ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إنَّ روحَ القدسِّ نفثَ في روعي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِّلَ أجلَها، وتستوعِّبَ رزقَها،فاتَّقوا الله ، وأجمِّلوا في الطَّلَبِّ ، ولَا يَحمِّلَنَّ أحدَكم استبطاء الرِّزقِّ أن يطلبَه بمَعصيةِّ.فاتقوا اللهِّ ، فإنَّ اللهَ تعالى لَا ينال ما عندَه إلََّا بِّطاعَتِّهِّ
و يلحق بهذا النوع رؤى الأنبياء في المنام كرؤيا إبراهيم )عليه السلام على ما أخبرالله عنه في قوله: (قَالَ يَا بنَيَّ إِّنِّي أَرَى فِّي الْمَنَامِّ أَني أَذْبَحكَ)الصافات .
وكرؤى النبي صلى الله عليه وسلم في بداية البعثة على ما روى الشيخان من حديث عائشة )رضي الله عنها( قالت أَوَّ ل مَا بدِّئَ بِّهِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِّنَ الْوَحْيِّ الرُّؤْيَا الصَّالِّحَة فِّي النَّوْمِّ، فَكَانَ لََا يَرَى رؤْيَا إِّلََّا جَاءَتْ مِّثْلَ فَلَقِّ الصُّبْح .
الثاني: التكليم من وراء حجاب يقظة، بلا واسطة كما ثبت ذلك لبعض الرسل والأنبياء كتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام على ما أخبر الله به في أكثرمن موضع من كتابه .
قال تعالى : ( وَكَلَّمَ اللََّّ موسَى تَكْلِّيمًا{ ] النساء
وقال:( وَلَمَّا جَاءَ موسَى لِّمِّيقَاتِّنَا وَكَلَّمَه رَبُّه )لأعراف . قال تعالى: (فَلَمَّا أَتاها نودِّيَ مِّنْ شاطِّئِّ الْوادِّي الْأَيْمَنِّ فِّي الْبقْعَةِّ الْمبارَكَةِّ مِّنَ الشَّجَرَةِّ أَنْ يا موسى إِّني أَنَا اللََّّه ربُّ الْعالَمِّينَ)القصص
وكتكليم الله لآدم عليه السلام قال تعالى :( فَتَلَقَّى آدَم مِّنْ رَبِّهِّ كَلِّمَات ) البقَرة . وكتكليم الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج على الأصح بما هو ثابت في السنة من حديث المعراج وفرضية الصلاة.
قال تعالى: (ثم دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِّ أوْ أدْنَى فأوْحَى إلى عَبْدِّهِّ ما أوْحَى)النجم.
ودليل هذه المرتبة من الآية قوله تعالى:(أَوْ مِّنْ وَراَءِّ حِّجَا ب) الشورى .
الثالث:الوحي بواسطة المَلك جبريل عليه السلام، واصطلح على تسميته باسم:الوحي الجلي، ودليله قوله تعالى: (أَوْيرْسِّلَ رَسولًَاً فَيوحِّيَ بِّإِّذْنِّهِّ مَا يَشَاء) الشورى .
وهذا كنزول جبريل عليه السلام بالوحي من الله على الأنبياء والرسل. والقرآ ن كله نزلَ بهذه الطريقة، تكلم الله به، وسمعه جبريل عليه السلام من الله عز وجل ، وبلغه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:( وَإِّنَّه لَتَنْزِّيل رَب الْعَالَمِّينَ نَزَلَ بِّهِّ الرُّوح الْأَمِّين عَلَى قَلْبِّكَ لِّتَكونَ مِّنَ الْمنْذِّرِّينَ )الشعراء.
وقال تعالى : ( قلْ نَزَّلَه روح الْقدسِّ مِّنْ رَبِّكَ بِّالْحَق ) النحل
وقد يتمثل الملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة البشر، فيكلمه الملك كما يكلمه البشر.وهي قليلة الوقوع، ولم ينزل بها شيء من القرآن ونزل بها بعض السنة كما في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمر: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمورَ دينكم.
المظاهر الحسية لنزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم :
جعل الله لنبيه شواهد حسية أثناء نزول الوحي تشهد بصدق نبوته ونزول الوحي السماوي عن طريق جبريل الأمين عليه السلام ، وقد كانت هذه العوارض التي تنتاب النبي صلى الله عليه وسلم عوارض مؤقتة تنتهي بارتفاع الوحي عنه، حتى إذا انفصم عنه عاد إلى سويته وطبيعته التي كان عليها قبل نزول الوحي،
فينطبع ما نزل في عقله وقلبه. وهذه العوارض التي كانت تأتيه حالة نزول الوحي على قلبه في المكان والزمان الذي يأذن الله به له، بلا تفريق؛ فقد يأتيه الوحي قائمًا أو جالسًا أو ماشيًا أورا كبًا ناقته، وقد وثق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اللحظات بالعديد من الأحاديث النبوية والمشاهدات العينية التي شاهدوها ووصفوها، وهي لحظات يقضيها النبي تحت تأثير تلقي الوحي، حتى ينقضيَ نزوله، حيث ترتفع نفس النبي إلى الَارتقاء كي تتوائم مع طبيعة التلقي الجلل لكلام الله، وتتوافق نفسه مع الحالة الملائكية لجبريل عليه السلام حتى يفصم عنه الوحي.
وهي حالة استغراق في لقاء ملك الوحي، فينخلع عن حالته البشرية المعتادة، فيتأثر الجسم، ويثقل ثقلًا ، فينجم عنه تصبب العرق في الجو البارد، بل الشديد البرد.وكانت هذه هي أشد حالَات الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني من التنزيل شدة، عَنِّ ابْنِّ عبَّاس في قَوْلِّهِّ تَعالَى: }لَا تحَرِّكْ به لِّسانَكَ لِّتَعْجَلَ بهِّ القيامة قالَ: كانَ رَسو ل اللََّّ صلى الله عليه وسلم يعالِّج مِّنَ التَّنْزِّيلِّ شِّدَّةً)
مصداقًا لقوله تعالي : (إِّنَّا سَنلْقِّي عَلَيكَ قَوْلاُ ثَقِّيلًا)المزمل
وأما الجانب الظاهر المتعلق بآثار الوحي المحسوسة فقد تحدثَ عنها الصحابة رضوان الله عليهم، ونقلوها إلى أجيال الأمة>
وأول ما لَاحظوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعاني من التنزيل شدة، فقد نقلَ مسلم بن الحجاج في صحيحه عن عبَادَةَ بْنِّ : الصَّامِّتِّ، أنه قال : كانَ نَبِّيُّ الله صلى الله عليه وسلم إذَا أ نْزِّلَ عليه الوَحْي كرِّبَ لِّذلكَ
وأنه إذا أنزل عليه الوحي أخذته برَحَاءٌ كما روى البخاري والبرحاء شدة الحمى، وهي هنا شدة الكرب من ثقْلِّ الْوَحْيِّ . وقد لَاحظ الصحابة تصبب العر ق من ولقد رأيته ينزل عليه الوحي وتقول السيدة عائشة رضي الله عنهافي اليومِّ الشَّديدِّ البردِّ ، فيفصَم عنه ، وإنَّ جبينَه ليتفصَّد عرَقًا .
أي يتصبب من جبينه الشريف عرقًا يشبه حبات اللؤلؤ، وكانت تلك الشدة المصاحبة للوحي التي تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتد تأثيرها إلى ما يتصل به أو يلامسه، فها هم الصحابة يشهدون رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه وهو على ناقته، فتغشى الناقة تلك الشدة، كما روى ابن سعد عن أبي أروى الدوسي، قال رَأيْت الْوَحْيَ يَنْزِّل عَلَى النَّبِّي صلى الله عليه وسلم وَأَنَّه عَلَى راحِّلَتِّهِّ فَتَرغو وَتَفْتِّل يَدَيْهَا حَتَّى ظنَّا أَنَّ ذِّراَعَهَا تَنْقَصِّم فَربَّمَا بَرَكَتْ ،وَربَّمَا قَامَتْ موَتِّدَةً يَدَيْهَا حَتَّى يسَرَّى عنه مِّنْ ثقْلِّ الْوَحْيِّ ، وَإِّنَّه لَيَتَحَدَّر مِّنْه مِّثْل الْجمَانِّ .
كان حين ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل صلصلة الجرس، يكون الوحي ثقيلاً وشديداً عليه، فيثقل جسمه ويسخن، حتى يتصبَّب منه العرق في أيام البرد، لكنه يكون في أقصى درجات الوعي واليقظة، فإذا انصرف عنه الوحي، يكون قد حفظ ووعى ما أوحي إليه.
يقول عبادة بن الصامت أمره صلى الله عليه وسلم بتحسين الصوت بالقرءة حسن الصوت بالقراءة مطلوب وتزيين الصوت بالقراءة سنة ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم ولكن ينبغي ألَ يتجاوز هذا التحسين الحد المطلوب، وقد نص العلماء على تحريم المبالغة والتنطع في بعض الأحكام التي تخرج القراءة عن حدها، وتسلب القرآن حلاوته وطلاوته، ومما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحث على تحسين -الصوت بالقراءة والتغني بالقرآن
كيف كان يظهرجبريل عليه السلام أثناء تبليغ الوحي للنبي؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يري جبريل على صورته التي خلقه الله عليها، حين تجلى له على صورته التي خلقه الله عليها.
جبريل ملاك له ستمائة جناح قد سد عظم خلقه الأفقَ.
لم يحصل هذا للنبي إلَامرتين
- رآه مرة بالأفق وفي ذلك يقول الله تعالى:( وَلَقَدْ رَآه بِّالْأ فقِّ الْمبِّينِّ )التكوير
- و رآه مرة ثانية ليلة المعراج في السماء، وهذا ما أخبر الله عنه بقوله:(وَلَقَدْ رَآه نَزْلَةً أ خْرَى عِّنْدَ سِّدْرَِّة الْمنْتَهَى عِّنْدَهَا جَنَّة الْمَأْوَى) النجم.
قالت عائشة: ولقد رأ يته ينزل عليه في اليوم الشاتي الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا " صحيح ابن حبان.
وكان يتمثل له جبريل في صورة رجل ويخاطبه بالوحي.
فعن عمر بن الخطاب قال:"بَيْنَما نَحْن جلْوسٌ عِّنْدَ رسولِّ الله صلى الله عليه وسلم إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجلٌ شَدِّيد بَياضِّ الثيَاِّب شَديد سَوَادِّ الشَّعَرِّ، لَا يرَى عليه أَثَر السَّفَرِّ ولَا يَعْرِّفه مِّنَّا أَحَدٌ، حَتى جَلَسَ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فأسْنَدَ ركْبَتَيْهِّ إلى ركْبَتَيْهِّ ووَضَعَ كَفَّيْهِّ على فَخِّذَيْهِّ، وقال: يا محمَّد أَخْبرني عَن الإسلامِّ ، فقالَ رسو ل الله صلى الله عليه وسلم:الإسلام أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلاهَ إلَا الله وأَنَّ محمدًا رسول الله، وتقِّيمَ الصَّلاةَ، وتؤتيَ الزَّكاةَ، وتَصومَ رَمَضان، وتَحجَّ الْبَيْتَ إن اسْتَطَعتَ إليه سَبيلًا. قالَ :صَدَقْتَ. فَعَجِّبْنا له يَسْأَله ويصَدقه، قال: فَأَخْبرني عن الإِّيمان، قال: أَن تؤمِّنَ بالِلِّّه، وملائِّكَتِّهِّ وكتبِّهِّ، ورسلِّهِّ، واليَوْمِّ الآخِّرِّ، وتؤمِّنَ بالْقَدَرِّ خَيْرِِّّه وشَرِِّّه، قال: صدقت؛ قال:فأخْبرني عَنِّ الإحْسانِّ. قال: أنْ تَعْبدَ الله كَأَنَّكَ تَراه فإنْ لَمْ تَكن تراه فإنَّه يَراك، قال: فأَخبرني عَنِّ السَّاعةِّ، قال: ما المَسْؤول عنها بأَعْلَمَ من السَّائِّلِّ، قال: فأخبرني عَنْ أَمَارَتِّها، قال: أن تَلِّدَ الأمَة رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحفاةَ العراةَ العالَةَ رّعاءَ الشَّاءِّ يَتَطَاوَلون في الْبنْيانِّ، ثم انْطَلَقَ، فَلَبثْت مَلِّيًّا، ثم قال: يا عمَر، أَتَدْرِّي مَنِّ السَّائِّل؟ قلْت: الله ورسوله أَعلَم، قال: فإِّنَّه جِّبْرِّيل أَتاكمْ يعَلِّمكمْ دِّينَكمْ"؛ رواه مسلم.
وقد أخبرَ النبي صلى الله عليه وسلم عن الحالتين الأخيرتين في إجابته للحارث بن هشام لما سأل يا رسولَ الله، كيف يأْتِّيكَ الوَحْي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :أحْيانًا يَأْتِّيني مِّثْلَ صَلْصَلَة الجَرَس، وهو أَشدُّه عليَّ، فيَفْصِّم عني وقدْ وَعَيْت عنه
متفق عليه . »أو كما قال، وأحيانًا يتمثَّل لي المَلَك رَجلًا فيكَلِّمني فأَعِّي ما يقول
ومعنى فصم : أي أقلع وانكشف .