خطبة الحجاج في الكوفة

خطبة الحجاج في الكوفة


 الحجاج بن يوسف الثقفي أحد الطغاة الجبابرة السفاحين اشتهر في التاريخ كقاتل لايرحم  قتل لاغفر الله له كثير من الأبرياء ليوطد حكم غيره.
 باع آخرته بدنيا غيره عليه من الله ما يستحق. 
ومع ذلك  نروي بعض حكاياته وكلماته علي سبيل الاعتبار.

الحجاج بن يوسف الثقفي أحد الطغاة الجبابرة السفاحين اشتهر في التاريخ كقاتل لايرحم  قتل لاغفر الله له كثير من الأبرياء ليوطد حكم غيره.


حدثنا محمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد، عن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال:

تولي الحجاج إمارة العراق

خرج الحجاج يريد العراق واليا عليها، في إثني عشر راكبا على النجائب.
 حتى دخل الكوفة فجأة حين انتشر النهار، وقد كان بشر بن مروان بعث المهلب إلى الحرورية، فبدأ الحجاج بالمسجد.
دخل الحجاج المسحد  ثم صعد المنبر وهو متلثم بعمامة خز حمراء.
 فقال: علي بالناس! فحسبوه وأصحابه خوارج، فهموا به، حتى إذا اجتمع الناس في المسجد قام فكشف عن وجهه، ثم قال:

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا 

 متى اضع العمامة تعرفوني

أما والله إني لأحتمل الشرّ بحمله، واحذوه بفعله، وأجزيه بنعله، وإني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، وإني لأنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى.

قد شمّرت عن ساقها فشمرا

ثم قال:

هذا أوان الشد فاشتدي زيم

 قد لفها الليل بسوّاق حطم

ليس براعي ابل ولا غنم 

 ولا بجزّار على ظهر وضم

وقال أيضا:

قد لفها الليل بعصابيّ

 أروع خرّاج من الدويّ

مهاجر ليس بأعرابي

إني والله يا أهل العراق، والشقاق والنفاق، ومساوي الأخلاق، ما أغمز تغماز التين، ولا يقعقع لي بالشنان  ، ولقد فررت عن ذكاء  وفتشت عن تجربة، وجريت من الغاية. إن أمير المؤمنين كب كنانته ثم عجم عيدانها، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها عمودا، فوجهني إليكم، فإنكم طالما أوضعتم  في الفتن، وأضطجعتم في مراقد الضلال، وسننتم سنن الغيّ.
 أما والله لألحونكم لحو العصا، ولأعصبنكم عصب السلمة  ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.
 إني والله لا اعد إلا وفيت، ولا أهمّ إلا أمضيت، ولا أخلق إلا فريت. 
فإياي وهذه الجماعات وقال وقيل، وما تقولون؟ وفيم انتم وذاك؟أما والله لتستقيمنّ على طريق الحق أو لأدعنّ لكل رجل منكم شغلا في جسده.
 من وجدت بعد ثالثة من بعث المهلب سفكت دمه، وانتهبت ماله.ثم دخل منزله.

تعليقات