سلمة بن الأكوع - من رماة العرب المعدودين

 سلمة بن الأكوع - من رماة العرب المعدودين


من هو سلمة بن الأكوع؟

سلمة بن الأكوع: أراد ابنه أياس أن يلخص فضائله في عبارة واحدة.فقال:" ماكذب أبي قط".
وحسب سلمة بن الاكوع أن يحرز هذه الفضيلة -فضيلة الصدق-٬ ليأخذ مكانه العالي بين الأبرار والصالحين.ولقد أحرزها سلمة بن الأكوع وهو جدير بها..

كان سلمة بن الأكوع  من رماة العرب المعدودين٬ وكان كذلك من المبرزين في الشجاعة والكرم وفعل الخيرات.وحين أسلم نفسه للاسلام٬ أسلمها صادقا منيبا٬ فصاغها الاسلام على نسقه العظيم.وسلمة بن الأكوع من أصحاب بيعة الرضوان.





سلمة بن الأكوع - بطل المشاة


سلمة بن الأكوع يبايع بيعة الرضوان مرتين

حين خرج الرسول وأصحابه عام ست من الهجرة٬ قاصدين زيارة البيت الحرام٬ وتصدت لهم قلريش تمنعهم.أرسل النبي اليهم عثمان بن عفان ليخبرهم أن النبي جاء زائرا لا مقاتلا..

وفي انتظار عودة عثمان٬ سرت اشاعة بأن قريشا قد قتلته٬وجلس الرسول في ظل الشجرة يتلقى بيهة أصحابه واحدا واحدا على الموت..

يقول سلمة بن الأكوع :" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت تحت الشجرة٬. ثم تنحيت٬ فلما خف الناس قال يا سلمة مالك لا تبايع..؟قلت: قد بايعت يارسول الله٬ قال: وأبضا.. فبايعته".

ولقد وفى بالبيعة خير وفاء.بل وفى بها قبل أن يعطيها٬ منذ شهد أن لا اله الا الله٬ وأن محمدا رسول الله..يقول:" غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع زيد بن حارثة تسع غزوات".


كان سلمة بن الأكوع  من أمهر الذين يقاتلون مشاة٬ ويرمون بالنبال والرماح٬وكانت طريقته تشبه طريقة بعض حروب العصابات الكبيرة التي تتبع اليوم.. فكان اذا هاجمه عدوه تقهقر دونه٬ فاذا أدبر العدو أو وقف يستريح هاجمه في غير هوادة..وبهذه الطريقة استطاع أن يطارد وحده٬ القوة التي أغارت على مشارف المدينة بقيادة عيينة بن حصن الفزاري في الغزوة المعروفة بغزو ذي قرد..

خرج سلمة بن الأكوع في أثرهم وحده٬ وظل يقاتلهم ويراوغهم٬ ويبعدهم عن المدينة حتى أدركه الرسول في قوة وافرة من أصحابه..وفي هذا اليوم قال الرسول لأصحابه:" خير رجالتنا ٬ أي مشاتنا٬ سلمة بن الأكوع"!!


ولم يعرف سلمة بن الأكوع الأسى والجزع الا عند مصرع أخيه عامر بن الأكوع في حرب خيبر..وكان عامر يرتجز أمام جيش المسلمين هاتفا:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا 

ولا تصد قنا ولا صلينا

 فأنزلن سكينة علينا 

وثبت الأقدام ان لاقينا


في تلك المعركة ذهب عامر يضرب بسيفه أحد المشركين فانثنى السيف في يده وأصابت ذو ابته منه مقتلا.. فقال بعض المسلمين:" مسكين عامر حرم الشهادة"عندئذ لا غير جزع سلمة جزعا شديدا٬ حين ظن كما ظن غيره أن أخاه وقد قتل نفسه خطأ قد حرم أجر الجهاد٬ وثواب الشهادة.

لكن الرسول الرحيم سرعان ما وضع الأمرو في نصابها حين ذهب اليه سلمة وقال له:أصحيح يا رسول الله أن عامرا حبط عمله..؟ فأجابه الرسول عليه السلام:" انه قتل مجاهدا وأن له لأجرين وانه الآن ليسبح في أنهار الجنة"..!!

وكان سلمة بن الأكوع على جوده المفيض أكثر ما يكون جوادا اذا سئل بوجه الله..فلو أن انسانا سأله بوجه الله أن يمنحه حياته٬ لما تردد في بذلها.ولقد عرف الناس منه ذلك٬ فكان أحدهم اذا أراد أن يظفر منه بشيء قال له:" من لم يعط بوجه الله٬ فبم يعطي"..؟؟


ويوم قتل عثمان٬ رضي الله عنه٬ أدرك المجاهد الشجاع أن أبواب الفتنة قد فتحت على المسلمين.وما كان له وهو الذي قضى عمره يقاتل بين اخوانه أن يتحول الى مقاتل ضد اخوانه..أجل ان الرجل الذي حيا الرسول مهارته في قتال المشركين٬ ليس من حقه أن يقاتل بهذه المهارة مسلما..

ومن ثم ٬ فقد حمل سلمة بن الأكوع  متاعه وغادر المدينة الى الربذة.. نفس المكان الذي اختاره أبو ذرالغفاري من قبل مهاجرا له ومصيرا.

سلمة بن الأكوع يموت في المدينة


وفي الر بذة عاش سلمة بن الأكوع  بقية حياته٬ حتى كان يوم عام أربعة وسبعين من الهجرة٬ فأخذه السوق الى المدينة فسافر اليها زائرا٬ وقضى بها يوما٬ وثانيا.وفي اليوم الثالث مات.وهكذا ناداه ثراها الحبيب الرطيب ليضمه تحت جوانحه ويؤويه مع من آوى قبله من الرفاق المباركين٬ والشهداء الصالحين.






المصادر

رجال حول النبي

خالد محمد خالد

تعليقات