الليالي الأربع : قصيدة أحمد بخيت،كاملة، مكتوبة

الليالي الأربع : قصيدة أحمد بخيت،كاملة، مكتوبة 




قصيدة الليالي الأربع لأحمد بخيت قصيدة تتكون من مائة وأربعة عشر مقطعا .

كل مقطع يقدم دفقة شعورية تصل إلي أن تكون قصيدة بذاتها ولكن يجمعها مع أخواتها خيط رفيع يمثل وحدة القصيدة تجده في الروح والنفس.

 المرة الاولي التي قرات فيها شعراً لأحمد بخيت  منذ اكثر من عشرين سنة  كان هاذان البيتان :

فقير أنا ولكن كثيرا ما

 تنام النجوم علي أصبعي 

ولست وسيما ولكنني 

اكون وسيما وانت معي


عندهاعرفت أني امام شاعر فذ  وبالمصادفة أثناء التسكع علي الإنترنت وقعت عيني علي القصيدة الرائعة الليالي الأربع لأحمد بخيت  بصوت عبدالله العنزي الذي اعطاها جمال فوق جمالها  هي في الحقيقة كنز واردت ان أشاركم في (قراءات )جمال هذه القصيدة  الكنز. 

 لعل أحمد بخيت يستصحب بيت المتنبي  :أنام ملئ جفوني )ولا يشغله من قال ومن لم يقل. 

ولكن يظل لنا نحن المريدون رواد الحلقات والحضرات الحق أن ننظر في الحضور وفي الغياب وما بين السطور وما فوق الأهداب ونقلب  الكؤوس والفناجين ونسأل عن التين والبساتين. 

ليأذن لنا أحمد بخيت في تناول الكتاب الشعري (القصيدة !! القصائد )( الليالي الأربع) بالنظرالقريب  والحقيقة نحن امام نص كنز مليء بالبهجة والحزن النبيل. 

الخيال والصورفي القصيدة  لا أعرف من أي منجم أمكن لأحمد بخيت التعدين  والحصول علي الصور البكر التي لم تمسها أيدي الشعراء  من قبل .

ولكن تولدت برأسي  بعض الأسئلة  

  1. لماذا عدد القطع (114)؟
  2. هل من الممكن أن يسمي العمل كاملا قصيدة؟
  3. ما معني (فكانت شهوة القطة )؟

سأترككم للقراءة الجميلة وإن كان ثمة أسئلة بعد القراءة اتركوها في التعليقات .


الليالي الأربع : رائعة أحمد بخيت







1

 بغیرِ الماءِ یا لَیلَى   

تشیخُ طفولةُ الإبریقْ

~

بغیرِ خُطاكِ أنتِ معي

یموتُ جمالُ ألفِ طریقْ

~

بغیرِ سَمَاكِ أجنِحَتِي

یجفُّ بریشِھا التحلیقْ


2


أحبُّكِ.لم یغِبْ منِّي

سوى وجه الفتى العابرْ

~

سیُكْمِلُ كبریاءُ الشِّعْ

رِ مَا لمْ یُكمِلِ الشاعرْ

~

لأنَّ السِّرَّ في الطیرا

نِ لا في الریشِ والطائرْ


3


أحبُّكِ . فلیُسمُّوا الحبَّ

وھْمًا،كذْبةً،إغراءْ

~

أفي مقدورِ ھذا الماءِ

إلاّ أنْ یكونَ الماءْ؟

~

إذا امتلأ الزمانُ بنا

تلاشَتْ فِتنةُ الأسماءْ


4


أحبُّكِ.نجمةُ السُّلوانِ

حین لمحتُھا.غَارتْ

~

ولستُ أعاتِبُ السِّكِّینَ

فى ضِلعِي الذي اختارتْ

~

فلا أحدٌ یردُّ الخطوَ 

للقَدَمِ التي سارتْ!


5


إذنْ مِنْ أینَ یأتي الحزنُ

یا لَیلَى؟إذنْ من أین ؟

~

وأنت غزالةٌ بیضاءُ

تمرَحُ في سَوادِ العینْ

~

على جَمْرٍ مشیتُ إلیكِ

قلْبًا حافيَ القدمینْ!


6


لماذ ا مِنْ یَقینِ الحُبِّ

نَقطِفُ و حْدَنا  الشّكَّا!

~

ومِنْ بستانه الممتدِّ

نحصدُ و حْدَنا  الشَّوْكا!

~

ونبحَثُ فیه عن ركنٍ

یُسمَّى حائطَ المبكَى؟!


7


لماذا لم نجدْ في الحزنِ

 ما یكفي منَ السِّلوانْ !؟

~

لماذا لم نجدْ في الحبِّ 

ما یكفي منَ الغُفرانْ !؟

~

لماذا لیسَ في الإنسانِ

ما یكفي منَ الإنسانْ !؟


8


لماذا كلُّ أسئلتي

وأنتِ ھُنا وأنتِ ھُناكْ

~

غنائي الفَذُّ یا"لَیلَى"

ھدیةُ طائرِ الأشواكْ

~

وما ذ ا قد یَضِیرُ الشمسَ

إنْ ھُمْ أغلقوا الشُّبّاكْ؟!


9


یقولُ لَكِ الغَیَارَى مِنْكِ 

إنّ غناءَهُ فتنةْ

~

إذا أنا تبُتُ عن شِعْري

ولم أتقبَّلِ المِنَّةْ

~

فَمَنْ سیسبِّحُ الرحمنَ

بالأشعارِ في الجَنَّةْ؟!


10


وكیفَ أتوبُ والعصفورُ

لم یُفطَمْ عن الشجرِ؟

~

ولم یحفَظْ كتابُ اللیلِ

غیرَ قصائدِ القمرِ

~

سأعزِفُ فیكِ موسيقا 

السماء فباركي وَتَرِي


11


أعوذُ بوَجْه مَنْ خَلَقَ الجمالَ

 فكانَ كیفَ یشاءْ

~

وزانَ الأرضَ بالأزھارِ،

والأطفالِ،والشھداءْ

~

أیُبدِعُ كلَّ ھذا الشِّعْرِ

ثم یخاصمُ الشعراءْ؟!


12


أكادُ أضيءُ یقتلُني

 ویحُیِیني بِكِ العِرْفانْ

~

یصافِحُنِي الذي سیكونُ

ما ھُوَ كائنٌ ما كانْ

~

سَكِرْتُ بما.سَكِرْتُ وما

سكِرتُ.فقبِّلیني الآنْ!



13


أنا نَخْلُ الجنوبِ الصعبُ

ھُزِّي الجذعَ وا كتشفي

~

بجذرٍ راسخٍ في الأرضِ

یحتضنُ السَما سَعَفي

~

"لليلَى"ان تعانقَني

عناقَ اللامِ للألِفِ!


14


أنا الصوفيُّ والشَّھوان

 عَشَّاقًا ومعشُوقا

~

أسیرُبقلبِ قِدِّیسٍ

وإن حسِبُوهُ زنديقا

~

وحین أحبُّ سیدةً

أحوِّلھا لموسیقا


15 


و"لَیلَى"نجْمةٌ ما اللیلُ 

بعدُ و ماغرورُ الشمسْ؟

~

إذا أغمضتُ أُبصِرُھا

وأشرَبُ ضوءَھا بِاللَّمْسْ

~

وإن ضحِكَتْ رأیتُ غَدِي

یكفِّرُ عن ذنوبِ الأمسْ  


16


و"لَیلَى"سِدرَتِي في الوَجْدِ

مِیعادي مع الأشواقْ

~

وإ صغائي لصوتِ للهِ

حینَ یضيءُ في الأعماقْ!

~

عروسٌ ھذه الدنیا

وكُحْلُ عیونِھا العُشّاقْ!



17


ذھبتُ إلى براري ال

حُبِّ قبْلَ ترھُّلِ الوقتِ

~

فلم أعثرْعلى امرأةٍ

یضيءُ غیابُھا صوتي !

~

سوى امرأةٍ بِسُكَّرِھا

أُحلِّي قھوةَ الموتِ!


18


ھي امرأةٌ تخصُّ الرُّوحَ

لا بَدْءٌ لِقِصَّتِھا

~

وما مِنْ منتھىً في العشقِ

عُمْري بعضُ حِصَّتِھا!

~

وما أنا غیرُ موسیقا

تلیقُ بِسِحْرِ رَقْصَتِھا


19


ذھبتُ إلى أنوثتِھا

 صبیا طاعنًا في الحبّ

~

أُدَنْدِنُ باسمِھا مطرًا

فَأزُْھِرُفي السنینِ الجَدْبْ

~

أنا الموعودُ،أسمرُها

المبشَّرُ باسْمِھا في الغَیْبْ


20


أَشُمُّ جمالَھا بِیَدِي

وأُبصِرُهُ بآذاني 

~

وأسمعُه بأ حداقي

أقبِّلُه بأ جفاني

~

وأقرأُ فیه تورا تي،

وإنجیلي،وقرآني


21


قدیمًا قبلَ تربیةِ الأفاعي 

تحتَ سقفِ القلبْ

~

وقبْلَ "الناسُ منفى الناسِ"

و"الدنیا غنیمةُ حربْ"

~

أتى ولدٌ إلى الدنيا

تُظَلِّلُه غمامةُ حُبّ!


22


أنا الولدُ الذي ابْتَكَرَ البِحَارَ

مُضَیِّعًا شَطَّه

~

تَمَنّى قھوةَ الأنثى

فكانت شَھوةَ القِطَّة

~

أترجِمُ مِلْحَ ھذا الدمعِ

أمواجًا من الغِبْطَةْ!


23


أنا ھوذلكَ الولدُ القدیمُ

الأسمرُ اللثْغَةْ

~

یُضَمَّدُ رُوحَه شِعرًا

ویَنْفُثُ  ساخرً ا تَبْغَه

~

وحَوْلَ القلبِ دائرةٌ

تُحَدِّدُ مَوْضِعَ اللدغَةْ


24


أنا المجنونُ یا"لَیلَى"

شھیدُ الحُلْمِ والأشواقْ

~

بِحُبِّكِ أُسْكِرُ الدنیا

وباسْمكِ أملأُ الآفاقْ!

~

علي  آثار أقد امي

یَسیرُ العشقُ والعُشّاقْ!


25


عبَرْتُ متاھةَ الماضي

وما جَمَّلتُ أخطائي

~

وسرتُ على صِراطِ الحزنِ

محفوفًا بأ عدائي

~

وجئتُكِ خالصًا للحُبِّ

مِنْ أَلِفِي إلى یائي!


26


فیا ثأري مِنَ الأحزانِ

یا بابي على الملكوتْ

~

بنقصٍ في الضلوعِ وقفتُ

مُتّھَمًا بوَرْقَةِ توتْ

~

أَضُمُّكِ فلیكُنْ سَفَرٌ

على عطشٍ وقِلَّةِ قوتْ!


27


أُحِبُّكِ في الزمانِ یَجيءُ

لا في الوقتِ وَھْوَ یفوتْ

~

أحبُّكِ في الجمالِ یُضيءُ

أطفالاً وحِضْنَ بیوتْ

~

أحبُّكِ.لحظةٌ تكفي 

الفتى  لیعیشَ لا لیموتْ!

28

أنا أدعوكِ " مجعز تي"

فَمَن سمّاكِ " أحز اني" ؟!

~

عشقتُكِ من ضجیج خُطاي

حتي صمتِ أجفاني

~

ولم أحلمْ بعابرةٍ

أقبِّلُھا وتنساني


29


معي زُوّادةُ التَّحنانِ

في ناي الرعاةِ السُّمْرْ

~

معي أسطورتي في العشقِ

أنتِ ونارُ ھذا الشِّعْرْ

~

ولي كالدّیكِ حَنْجَرَةٌ

مَھَمَّتُھا ابتكارُ الفَجْرْ


30


أتیتِ فَشَفّني صَحْوٌ

حكَیتِ فمسَّني سُكْرُ

~

تنھَّدَ في دمي وَرْدٌ

وغرَّدَ في فمي شِعرُ

~

وحفَّتْنِي ملائكةٌ

وسالَ على یدي نَھْرُ


31


هماعیناك یا وَعْدَ السَّما

للأرضِ مِنْ أزلِ

~

أسافرُ منذ میلادي

ولم أرجعْ ولم أصلِ

~

لغیرِ عیون "لَیلَى "الكحلُ

"لَیلَى "كُحْلُھا غَزَلي!


32


فیا أیقونةَ الأسرارِ

في الأشعارِیا"لَیلَى"

~

ویا الأندَى ویا الأشجَى

ویا الأحلَى ویا الأغلَى

~

أحلِّقُ في أعالي الشِّعْرِ

واسمُكِ دائمًا أعلَى!


33


أغارُعلى اسمِكِ الضوئيِّ

یا وقّادةَ الإغراءْ

~

أغارُعلى أناقته النبیلةِ

من فَمِ الغرباءْ

~

فیخفقُ قَلْبِيَ:اكْتُبْھا

وضَعْ ما شئتَ من أسماءْ


34


عیونُكِ یا سمَا عینَيَّ

صحوُ الشوقِ في النایاتْ

~

حضارةُ آخرِ الدنیا

بكارةُ أوّلِ الغاباتْ

~

عیونٌ تصطفي رَجُلاً

فضیحةُ قلبه الكلماتْ!


35


هنا في المَقعدِ الخالي

مِنَ الجمھورِكلَّ مساءْ

~

ستجلِسُ أجملُ امرأةٍ،

لتسمعَ أجملَ الشعراءْ

~

وتنثُرَعطرَھا الأبديَّ

في قمصانِه البیضاءْ!


36


تقول لأختِھا:اتنظري

نحدِّثْه على عَجَلِ

~

أأطلُبُ رَقْمَ ھاتفه؟

أكاد أموتُ من خَجَلي

~

قفي لا تملئي عینی

كِ منه إنّه رَجُلِي!


37


وبُحَّتُھَا انسكابُ المِسْك

حین تقولُ:یا"أحمدْ"

~

نبيذ  أناملٍ خَمْسٍ

تُمسِّدُ شَعرِيَ الأجْعَدْ

~

تَنَھُّدُ مُوْجَعٍ في النايِ

رَفَّةُ طَائرٍمُجْھَدْ!


38


تقولُ لنفسِھا:نَزِقٌ وقاسٍ

ساحرٌ وبعیدْ

~

لماذا صوتُه النیلِيُّ

یسكنُ فيَّ كلَّ وریدْ؟!

~

 أَحقاً أنَّ رائحتي تذكِّرُهُ

بكعْكِ العیدْ؟!


39


أُحِبُّكِ.كیفَ حالُ "الخالِ"

یالیلاي مِنْ بَعْدِي؟

~

أتغفو شَھْقَةُ الإغراءِ

فوقَ الشاطئ الوَرْدِي

~

وعند ي كُلُّ ھذا اللیلِ

كیفَ أُضیئُه وحدي؟!


40


مساءُ الشجو یا خالَ 

الجمیلة ما تركتَ خَلِي

~

غنائي كلُّه سَفَرٌ إلیكَ

قصائدي قُبَلي

~

یقولُ " الخال":یا مجنونُ!

قبِّلْني على مَھَلِ!


41


متى ألقاكِ یا لیلايَ

إنَّ دَمِي یخاصمُني

~

ورُوحي لا تسیرُ معي

وقلبي لا یكلّمُني

~

وصوتي لیسَ یؤنسُني

وصمتي لیس یُلھِمني!


42


متى ألقاكِ؟إنَّ الشِّعْرَ

أوجعُ ما یكونُ الآنْ

~

ولا قاموسَ للأشواقِ

لا إیقاعَ للتَّحْنانْ

~

بیاضٌ قاتلٌ وَرَقِي

وقافیتي بلا عنوانْ!


43


أُخَاصَمُ فیكِ:مَنْ "لَیلَى"؟

لماذا باسْمھا أذَّنْتْ؟

~

أتذكُرُھا وقد رحلَت

تعیشُ حیاتَھا؟عِشْ أنتْ

~

إذا كفروا بحبِّكِ لي

فحسبي أنِّني آمنتْ!


44


أحبُّكِ .قَدْرَ ما في العینِ

مِن دَمْعٍ ومِنْ أحلامْ

~

وحولي يا غناءَ الضوءِ

ألفُ فمٍ یُشِعُّ ظلامْ

~

وما اعتذروا لعُشْبِ الصَّمْتِ

عن دَعساتِ كُلِّ كلامْ!


45

صباحُ الآخرینَ لھم

وصُبْحُ العاشقینَ لنا

~

صباحي أنتِ أنتِ وأنتِ

 یا لَیلاَيَ ثُمّ أنا

~

إذا ضاقَ الزمانُ عَلَيَّ

أُبْدِعُ لاسْمنَا زَمَنا


46


صباحًا أدخُلُ الأیامَ

مبتسمًا لوجه اللهْ

~

وأنتِ على الأریكةِ تَصقِلینَ

 الصُّبْحَ لي مرآةْ!

~

لأخْرُجَ للحیاةِ كما يلیقُ

بشاعرٍ وحیاةْ!


47


صباحُ الخُبْزِوالمقھَى الصغیرُ

بنا یزیدُ سَعَةْ

~

ویحفَظُ كلُّ رُكنٍ فیه

مِنّا كُلَّ ما سمِعَه

~

أما كُنّا بكُلِّ الحُبِّ

نقتَسِمُ الصَّباحَ مَعَه


48


صباحُ توھُّج الثوراتِ

في عینیكِ والأعراسْ

~

صباحُ الأغنیاتِ الخُضْرِ

ندَّتْھا دموعُ الناسْ

~

صباحُ أنوثةِ الدنیا

صباحُ طفولةِ الإحساسْ!


49


صباحُ الشمسِ والعَبَّادِ

كُلُّ مسافةٍ تُقْطَعْ

~

یسافِرُ في محبّتھا

وفي أشواقِه تَسطَعْ

~

بنَھْدٍ مترَعٍ بالضوءِ

تُوقِظُه لكي یرضعْ!


50


صباحُ النھرِ یا تَمریَّةَ العینینِ

صوتُكِ نِیلْ

~

بلادٌ رَحْبَةٌ شَوْقي 

وأ حز اني سُموقُ نخیلْ

~

وحبُّكِ آخِرُ الھِجراتِ

واسمُكِ أولَ الترتیلْ


51


وبي ما بي من الصحْراءِ

بي ما بي من الأنھارْ

~

أملِّحُ خبزَ عِیْدِ الحبِّ

للعُشّاقِ با لأشعارْ

~

ولا أرجو سواكِ یدًا

تكلِّل جبھتَي بالغارْ!


52


على ماذا یخاصمُني

رعاةُ الیأسِ یا أملي؟

~

كأنَّ جریمةً عشقي

كأنَّ خطیئةً غزلي

~

أحبُّكِ كلُّ حزنٍ فیكِ

أعطاني مقامَ ولي!


53


لماذا تلھثُ الدنیا

وراءَ جراحِيَ الأغلَى

~

وتغمِسُ ظُفْرَھا بدمي

وتذرفُ دمعةً خجلَى

~

كفاتكةٍ بواحدِھا

 تُسمِّي نفسھا الثكلَى


54


لیالٍ أربعٌ لا غیرَ

عاشتنا وعشناها 

~

حَكَتْھا "شھرزادُ"لنا

ولمْ تُكمِلْ حكا یاھا!

~

ولا غُفرانَ للأیامِ 

یالیلايَ لولاها !


55


لیالٍ كان لي بیتٌ

یلیقُ بوردةٍ وكتابْ

~

یلیقُ بصوتِ "فیروزَ"

العمیقِ الموجِعِ الحَبَّابْ!

~

ببردٍ قادَ خُطوتَنا معًا

لتواطؤٍ خلاَّبْ!


56


معًا وھواءُ غرفتِنا

نبیذٌ أشتھي رَشْفَةْ

~

مَلاكٌ ضالِعٌ فى الضَّوْءِ

یُغوِي عَتمةَ الغُرْفةْ

~

ونُزھِرُ قبْلَ مَوْعِدِ نا

وتُزھِرُ نَبْتَةُ الشُّرْفَةْ!


57


معًا نحنُ اعتذارُ اللیلِ

أنَّ النورَفي الداخلْ

~

وسحرُ "شھرزادِ"السّردُ

وھْو یروِّض القاتلْ

~

قصیدةُ عُمْرِ بحَّارٍ

أخیرًا أیھا الساحلْ!


58


قصیراتٌ لیالي القُرْبِ

قاسیةٌ ھي العتماتْ!

~

وقفتُ أمامَ بابِ الفجرِ

لم أتجاوزِ العَتَباتْ

~

وضیّعتُ النجومَ العشرَ

یا نجَماتُ یا نجماتْ


59


أنا في البیتِ والجدرانُ

مِنْ غیرِ الأحبةِ  سِجْنْ

~

یشیخُ البابُ والدَّرَجُ ال

یتیمُ  بلا خطاكِ یئنّ

~

أحتّى ھذه الأخشابُ

تُغْرَم مثلَنا وتحِنّ ؟!


60


أَسِیفٌ طاعنٌ في الشَّجْوِ

بیتُ الحُبِّ وا أسفاهْ!

~

غدَا مِن بعدِنا حَرَضًا

یكابدُ یأسَه ورَجاهْ

~

تَغَضَّنَ قلبُه بالحُزْنِ

وابیضَّت أسىً عیناهْ


61


أریكتُنا التي سَكِرَتْ

بضِحْكَتِنا معًا تبكي

~

ولا تغفو معي إلاَّ

إذا حدَّثتھُا عنكِ

~

فتَحضُنُني لَعَلَّ عَلَى

 قمیصيَ شَعْرةً مِنْكِ!


62


وثوْبُكِ كم بكى !

والثوْبُ حینَ یُحِبُّ لا یكذبْ

~

تَشبَّثَ بي قُبَیل البُعْدِ:

كیف تُطیقُ أنْ تذھبْ !؟

~

إذا انكسَرَتْ فلا مَلَكٌ

سیَھبطُ ذلك الكوكبْ!


63


أدِرْ معھا حِوارَ الرُّوحِ

عَبْرَ قصیدةِ الجسدِ

~

ولا تَحْمِلْ ضَبابَ الأمسِ

واحْمِلْھا لصَحْوِ غَدِ

~

وداعِبْ شَعْرَھا بیدٍ

وطامِنْ ظَھْرَھا بیدِ


64


سیأتي البُعْدُ،ذِئبُ الیأسِ

سوف ینامُ قربَكُمَا

~

ولیسَ سِواكُما أحَدٌ غدًا

لیَخُوضَ حَربَكُمَا

~

ستَخْتَبرُ الحیاةُ بأعْ

نَفِ الضَّرباتِ حُبَّكُمَا!


65


سیُشفِقُ نادلٌ تُشجیه

 وحشتُھا فتندَى العینْ

~

على البنتِ التي تأتي

وتطلبُ دائمًا صَحْنَینْ

~

وتجلِسُ وحدَھا تتنا

ولُ الإفطارَ في بَلَدَینْ!


66


أھذي آخرُ الدمعا

تِ لابل تلك أَوَّلُھا

~

وأوَّلُ رحلةِ الشوقِ

التي ما زلتَ تجھلُھا

~

فأضعَفُ دمعةٍ في عینِ

مَنْ فارقتُ أقْتَلُھا!

67

أَتَقْبَلُ أَنْ تُجَرِّبَكَ الْ

حَیَاةُ وَلاَ تُجَرِّبَھَا

~

وَمَا مِنْ دَمْعَةٍ إِلاَّ

لَھَا عَیْنٌ لِتَسْكُبَھَا

~

كَمَا وُلِدَتْ لِتُكْتَبَ

أَنْتَ مَوْلُودٌ لِتَكْتُبَھَا


68


أجلْ!لا بُدَّ من حُبٍّ

كحُبِّكِ لیسَ فیه ظلامْ

~

نھاجِرُ من مخاوفِنا

إلیه یضمُّنا،فننامْ

~

ویأتي الصبحُ مبتسمًا

بغیرِ علامةِ استفھامْ!


69


بَریدُكِ طَعْمُ خُبزِ الأُمِّ

ما منْ طَیِّبٍ أطیبْ

~

نبیذٌ لیسَ طِفلَ الكَرْمَ

شِعْرٌ بَعْدُ  لم یُكتَبْ

~

خُیولٌ في مُروجِ الحُلْمِ

تركُضُ بي ولا تتعبْ!


70


  خُذي ما شئتِ یا دُنیا

خُذي مامن جمالٍ غابْ

~

سیذبُلُ وَرْدُ نافذتي

ویُجْھِشُ بالحنینِ البابْ

~

وھذي الوردةُ الحمراءُ

تُزْھِرُ في سطورِ كتابْ


71


لنا  مِن بُخْلِ كفَّیكَ

الذي لم تستطِعْ أخذَهْ

~

نبیذُ القلبِ مِسْكُ الرُّوحِ

جَمرةُ ھذه اللذّةْ!

~

تَوَرُّطُ عُمرِنا العاديِّ

في الأسطورةِ الفذّةْ!


72


دعاءُ أمومةٍ بالخیرِ

في أصبوحةٍ سَمَحةْ

~

شقاوةُ دَقَّةِ الأجراسِ

ضحْكةُ ساعةِ الفُسْحَةْ

~

وإغواءُ الخیالِ أمامَ

بنتٍ تَحْبُكُ الطَّرْحَةْ!


73


خُطَى حُبِّ تُظَلِّلُھُ السَّما

بغمامةٍ بیضاءْ

~

وسِرْبٌ مِنْ طیورِ البحرِ

یأخُذُنا لِطَقْسِ الماءْ

~

قَمیصٌ مِنْ نُجومِ اللیلِ

يخلب  عابرَ الصَّحْراءْ!


74


سریرُ الضوءِ ضحكتُنا

مِخَدَّةُ آخرِ التعَبِ

~

رموزُ الخاتَمِ الفِضِّيِّ

رِقَّةُ قُرطِكِ الذھبِ

~

تَجَلِّي اللونِ في اللوحاتِ،

والكلماتِ،في الكُتُبِ!


75


وبیتٌ لم یُشیَّدْ بَعْدُ 

كَم كُنّا نرتِّبه

~

یَدٌ عَطْشَى تُعِدُّ الشَايَ

أشربُھَا وأشربُه

~

ومعجزةُ الخُطَى الأولي 

لطفلٍ سوفَ ننجِبُه!


76


جَلالُ النخْلِ طَیْشُ البَحْرِ

رَقصَةُ زھرةِ النعناعْ

~

تَجَلِّي واجِدٍ في العشقِ

شھوةُ لحظةِ الإبداعْ

~

حنانُ عناقِ محبوبَین

یحتشدانِ ضدَّ وداعْ!


77


نرى لِنُحِبَّ أم أنَّا

نُحبُّ حبیبَنَا فنراهْ ؟!

~

ونُسْلِمُ نفسَنَا للبحرِ

أم نختارُ شَطَّ نجاةْ؟

~

ألیسَتْ زُرْقةُ البحرِ التفا

ني في عناقِ سماه؟!


78


أحبُّكِ  كُلُّ أھلِ العشقِ

ممسوسونَ بالبحرِ

~

تشیخُ الأرضُ وھْوَ ھُوَ

 الصبيُّ لآخِرِ الدھرِ

~

إذا افتقدَتْ خُطاكِ البحرَ

فالتمِسیه في شِعْري!


79


ھو العَرَّابُ شھْقتُه ال

جریحةُ بَوحُ لوْعتِنَا

~

وفي تغریبةِ الأمواجِ

ذوَّبَ مِلْحَ دمعتِنا

~

سیَبْقَى البحرُ وھْو البحرُ

 مُبْتَلا برَوعتِنا


80


أمانینا الخیولُ البِیضُ

تركُضُ  ركضَھا الأبدِ ي!

~

وخُضرةُ رُوحِنا نقشُ المیاهِ

بصَخَرةِ الجسدِ

~

ووَحْشةُ بُعْدِنا عطَشُ الرِّمالِ

لقُبلةِ الزَّبَدِ!


81


مقامُ البحرِ حیثُ الحُزنُ

یافرحي ھو البھجةْ

~

ھنا حیثُ الحنینُ إلیكِ

وَجْدٌ بالغٌ أَوْجَه!

~

لقاءَ وصولِھا للشَّطِّ

تدفَعُ عُمْرَھا الموجةْ!


82


أحِبُّكِ .لا مصادَفَةٌ هناك 

و لا ابتسامةُ حظّ

~

قطَعْنا رِحلةَ المعنَى

ولم نسكَرْبخَمْرِ اللَّفْظْ

~

إذنْ لا بُدَّ مِن فرَحٍ

وإنْ طالَ الزمانُ الفَظّ


83


أما سَمَّیتِنني یومًا

جزیرةَ فرْحِكِ السرِّيّ

~

أنا ببیاضِ قمصاني

ورِقّةِ شِعْرِيَ الغزليّ

~

بِضِحْكَةِ قلبَيَ الحافي

بدمَعةِ حُزنِيَ الملكيّ


84


أنا عرَّابُ  كُلِّ الناسِ

مَنْ ضَحِكوا ومَنْ دَمَعوا

~

بَرِيءٌ من خُطَى النسیانِ

خَطْوِي الشَّوْقُ والوَلَعُ

~

وفي حِجْرِي نُجومُ اللیلِ

مِنْ حِجْرِ السَّما تَقَعُ


85


تركتُ ورائيَ القاموسَ

لا عُشّاقَ في القاموسْ

~

وفي وَجه الرِّیاحِ السَّبْعِ

أفتَرِعُ الخُطَى وأجُوسْ

~

فحِینَ نُحِبُّ ینمو العُشْبُ

فوقَ الأرضِ حیثُ ندُوسْ!


86


أُحِبُّكِ تبْھَتُ الأیامُ

في عیني وتتّضِحِینْ

~

وتقتربینَ..تبتعدینَ

تبتعدینَ.تقتربینْ

~

فیا حَكَّاءَة العَیْنَینِ

بَعْدِي  ما الذي تَحْكِینْ؟!


87


تقولُ غزالتي: یا أنتَ

یا اسْمَ النبعِ في الصَّحْراءْ

~

أنا أُختُ النَّدَى والعِطْرِ

حُلْمُ الشِّعْرِ في الشعراءْ

~

أُحِبُّكَ .مُذْ تنفَّس آدمٌ

وتنھَّدَتْ حوّاءْ!


88


وتسألُني: أغارُ علَیكَ

ویلي !كم أغارُ علَیكْ

~

من الكلماتِ حُلمِ اللحنِ 

بالأوتارِفي شفتَیكْ

~

ومِن ھذا القَمِیصِ یَمامةً..

 نَعَسَتْ على كَتِفَیكْ


89


أغارُ علیكَ مِنْ شَوْقِ الطریقِ

ومِنْ حَنانِ البَیْتْ

~

مِنَ الصَّوْتِ الذي أشجاكَ

والأُذنِ التي أشجَیْتْ

~

مِنَ الحُزْنِ الذي أبكاكَ

والعَیْنِ التي أبْكَیْتْ


90


أفكِّرُ أنَّ سَیِّدَةً سِوايَ

تَنَفَّسَتْ شَفَتَیْكْ

~

لھا عَیْنانِ أبحَرَتا بعیدًا

في خُطوطِ یَدَیْكْ

~

تَشِبُّ النّارُ في رُوحي

فأھْرُبُ مِنكَ فِیكَ إلَیكْ!


91


مَریضٌ أنتَ فالنجماتُ

في أفلاكِھا مرَضى

~

ولو نادیتَني لقطعتُ

طُولَ الأرضِ والعَرْضَا

~

ولو حَمَلوا ليَ الدنيا

لأرجِعَ عنكَ لا أرضَى!


92


مرِیضٌ أنتَ لم أطْعِمْكَ

لم أحملْ إلیكَ دواءْ

~

ولا أطفأتُ  بالقبُلاتِ

نارَ الجَبْھَةِ السَّمراءْ

~

وما غنَّیْتُ:"كن یا حُبُّ

أنُسًا حولَه وشِفاءْ"!


93


تُفتِشُ في الظلامِ یداكَ

لا حِضْنٌ ھناكَ یَضُمّ

~

ویذبحُني الحنینُ إلیكَ

یا حُلْمي العظیمَ فَقُمْ

~

فلا بنتٌ سوايَ أنا

تحبُّكَ باغتفارِ الأُمْ!


94


لأقْصَى الأرضِ ثمّ خُطًى

تسافِرُفي اتّجاهِ خُطاكْ

~

یَدي مَمدودَةٌ أبدًا

تِجاهَ یَدٍ تمد  ھناكْ

~

فیا ذاك البعیدَ قریبةٌ

قُرْبَ الدُّموعِ یَداكْ


95


تَسَامَرْنَا وصاحَ الدِّیكُ

نَبَّه سیفَ "مسرورِ"

~

فكم سَفَرٍ!وكم لیلٍ!

وكم ألمٍ!وكم سورِ!

~

أكُلُّ ریاحِ ھذي الأرضِ

ضِدَّ جَناحِ عُصفورِ؟!


96


أُفضِّضُ فیكَ أحلامي

وأحیانًا أُذھِّبُھا

~

وتصْدُقُ  وحدَھا  الأحزانُ

لكنِّي أكذِّبُھا

~

فصِفْ لي وصفةً أُخرى

سِوَ ى مو تي أُجَرِّبُھا!


97


أخانَت خُطوتي دَرْ بي هنا

أم خانَھا دَرْ بي؟

~

إذا حَنَّ الكَمانُ ھناكَ

یَھْدِلُ ھا ھُنا قلبي

~

فیا كَنْزِي الذي ضَیَّعْتُ

كِلْمةَ سِرِّهِ عُدْ بي


98


أتذھبُ للمشیبِ معي

بكُلِّ طفولةٍ في القَلْبْ

~

وقد صفَّى المشیبُ الحبَّ

إلاّ منْ صَفاءِ الحبّ

~

تُغَازِلُني فأضحكُ منكَ

في طَرَبٍ:كَبرْنا،عَیْبْ!


99


وفي بیتٍ بنافذةٍ

على بحرٍ ولیلِ شتاءْ

~

بخيطين:الرِّضا والحُبِّ

أغْزِلُ كَنْزَةً زرقاءْ

~

لھذا الأشیبِ العَذْبِ الحدیثِ

المؤنسِ الإصغاءْ!


100


وتمشینا المشاویرُال 

"مشیناھا معًا"عُمْرا

~

نَثَرْناھا خُطًى في الأرضِ 

تجمعُنا معًا شِعرا

~

وقد سَقَطَ الجِدارُ/ الوَھْمُ

بین الآنَ والذكرى


101


أُطِلُّ علیكَ من حُلُمي

تَشُدُّ علَيَّ أغطيتي

~

وتختبرُ الھواءَ قُبَیْلَ 

رحلتِه إلى رئتِي

~

ضَبَطتُكَ یا عجوزي الطِّفلَ!

نَمْ فالحبُّ لم یَمُتِ!


102


سَأَغْفِرُ للفراقِ جمیعَ

ما صنعَ الفراقُ بنا

~

أَعِدِّي حِضْنَكِ الحنَّانَ

یا"لَیلَى" الغریبُ دنا

~

وُلدتُ هنا فیا اللهُ 

ھَبْنِي أنْ أموتَ ھنا


103


أُجَنُّ بطفلةٍ فیھا

كَبُرْتُ أنا ولم تَكْبُرْ

~

طویلاتٌ ضفائِرُھَا

قصیرٌ ثَوبُھا الأحمرْ

~

إذا ضَحِكَتْ بوَجْه الغیمِ

إكرامًا لھا یُمطِرْ


104


وأعشَقُ ظبیةً ركَضَتْ

مِنْ الشِّرْیانِ للشِّریانْ

~

تَعھَّدَ قلبَھا مَطَرُ الحنینِ

وعُشْبَةُ التَّحنانْ

~

لیَخْفِقَ باسْمِ مَنْ وعِدَتْه

منذُ بدایةِ الأزمانْ!


105


تقول : اخْتَرْ سوايَ وعِشْ

أحِبُّكِ . ھكذا أختارْ

~

ولو وَضَعوا عَلَى كَفَّيَّ

عَرْشَ الشمسِ والأقمارْ

~

أَشَدُّ ذنوبِنا أن لا نحِبَّ

وحُبِّنا استغفارْ!


106


كأنْ لا مؤمِنٌ في الحُبِّ

أو لا حُبَّ في الإیمانْ

~

ولولا الحُبُّ لم تكُنِ السَّما

 والأرْضُ تلتقیانْ

~

فلا نَصٌّ یعادىِ الحُبَّ

إلاّ خَطَّة الشیطانْ


107


لھا اسْمِي خاتَمٌ سیضيءُ

حین یُحیطُ إصْبعَھا

~

وأنْ أُصغِي إلى قلبي

إذا صَمتَتْ لأسمَعَھا

~

لھا أن تبدأ الأحلامَ

بي لأُتِمَّھا معَھا!


108


لھا ما لَیسَ لي منيِّ

لھا الغُرُباتُ والبیتُ

~

لھا ما مَرَّ ما سیَجِيءُ

ما یَبقَى إذا غِبْتُ

~

لھا قَولي أمامَ الموتِ:

"لا نَدَمٌ؛ لقد عِشْتُ"


109


سیُولَدُ مَرَّةً أُخْرَى

بفَجْرٍ أزرقٍ آدمْ

~

یَرَى حَوَّاءَهُ الأولي

ویَحْضِنُ حُبَّه الخاتَمْ

~

ویغتفرانِ باسْمِ الحُبِّ

كُلَّ إساءةِ العالَمْ


110


غدً افي الموقف  المَشھُودِ

أَلقَى الواحدَ الغفّارْ

~

وأسألُه بِدَمْعِ القلْبِ

زِینَةَ خَلْقِه الأبرارْ

~

بحَقِّ الحُبِّ ھل یُلقِي الحبیبُ

مُحِبَّه في النارْ؟!


111


خَلَقْتَ الحُبَّ ثُمَّ جَرَى 

عَلَینا والمشیئةُ لكْ

~

وأنتَ مُقَلِّبُ القلبِ

الذي إنْ حادَ عنْكَ ھَلَكْ

~

فإنْ تسأَلْه عنْ ذَنْبٍ

فعنْ عفوِ الرِضا سَأَلَكْ


112


غدًا سأقولُ:یا رَبِّي

تَحابَبْنَا وأحْبَبْنَاكْ

~

أنا بفؤادِيَ الخَرِبِ

الذي عمَّرتَه بِسَناكْ

~

ولَیْلاَيَ التي جاءتْ مِنَ

 الدنیا لِكَيْ تَلقَاكْ!


113

أمَا عَلَّمْتَني الأسماءَ؟

"لَیلَى " أجملُ الأسماءْ

 ~

وأنقَى ضَحْكَةٍ في القلْبِ

أتْقَى نَھْنَھاتِ بُكاءْ

~

وآخِرُ فُرصَةٍ للأرضِ

كي تَجِدَ السماءَ سماءْ


114


معًا سنَطُوفُ حَوْلَ العَرْشِ

عِندَ إقامةِ المِیزانْ

~

ومِلْءُ جُیوبِنا ذَنْبُ

ومِلْءُ قلوبِنا الإیمانْ

~

یَشْمَلُنا لأجْلِ الحُبِّ

عفوُ الحاكِمِ الدَّیَّانْ!


أحمد بخيت

_





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-