شيخ الإسلام ابن تيمية-حياته مؤلفاته
حياة بن تيمية النشأة والسمات
شيخ الإسلام بن تيمية ولد سنة 661 هـ الموافق عام 1263.
توفي في يوم الاثنين 20 شوال 728 هـ الموافق 26 سبتمبر 1328ميلادي.
شيخ الاسلام ابن تيميةهوعالم مسلم وفقيه علي مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
وُلد في مدينة حران في سوريا وهي تتبع تركيا حالياً.
كان لشيخ الاسلام بن تيمية تأثيراً كبيراً على الفكر الإسلامي، وعُرف بأفكاره الفقهية المتميزة.
عاش بن تيمية في فترة تاريخية هامة حيث كان هناك تحديات واضطرابات في العالم الإسلامي.
بما في ذلك التحديات الهجومية من قبل المغول والتتار،الذين هاجموا عاصمة الدولة العباسسية بغداد وهدموها وعاثوا فيها فساداً.
من أبرز آراء أحمد بن تيمية:
التوحيد والعقيدة عند بن تيمية
كان علي مذهب الإمام احمد يشدد على أهمية التوحيد إيمان بوحدانية الله ويعارض كل شكل من أشكال الشرك ، وكانت رؤيته للعقيدة تعتبر من الأسس الأساسية للإسلام.
الفقه والتشريع عند بن تيمية
كان يؤكد على أهمية الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية والفقه الحنبلي، وكان له تأثير كبير في تنظيم الشؤون الدينية والاجتماعية.
الجهاد عند بن تبمية
أيضًا كان يشدد على أهمية الجهاد في سبيل الله، خاصة في مواجهة التحديات الخارجية.
كان ابن تيمية، الذي عاش في القرون الوسطى في العصور الإسلامية، كان يري الجهاد في سبيل الله. فريضة علي المسلمين في حال الدفاع عن الأرض والدين .
كان فهم ابن تيمية للجهاد كوسيلة للدفاع عن الدين والمجتمع الإسلامي في وجه التهديدات الخارجية.
كان يري أن الجهاد يكون واجبًا عندما يتعرض المسلمون للاعتداءات أو يتم انتهاك حقوقهم، وفي حالة الدفاع عن الدين والأمة.
يختلف رأي العلماء حول الجهاد، وتعتمد هذه الآراءعلى السياق التاريخي والاجتماعي.
التأسي بالسلف الصالح عند ابن تيمية
كان يحث على الالتزام بفهم السلف الصالح (الأجيال الأولى من المسلمين) واتباع نهجهم.
ردود بن تيمية على علماء الفلسفة والكلام
كان له مواقف حادة تجاه بعض الفلاسفة والمتكلمين، حيث كان يرى أن بعض أفكارهم تتعارض مع التعاليم الإسلامية.
" واللَّه ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به! " .
أبو البقاء السبكي
أمة الإسلام أمة لا تموت أبدًا!
فالشيخ العزبن عبد السلام توفي في سنة 660 هـ، والشيخ أحمد ابن تيمية ولد سنة 661 هـ، وكأن اللَّه سبحانه وتعالى يرسل إشارات للبشرية بأن أمة الإسلام لن تموت أبدًا.
فما الذي يجعل ابن تيمية يُولد بعد سنة واحدة فقط من موت الشيخ ابن عبد السلام؟ بل إن هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، ألا وهو: لماذا لم تنتهِ هذه الأمة إلى اليوم رغم كل المصائب والحروب التي مرَّت بها؟.
فأين الفراعنة؟ لماذا لم تبقَ إلا قبورهم؟ أين لغة الفراعنة؟ أين ذهب التتار الذين حكموا الأرض؟ أين هم الآن؟ أين الإغريق القدماء؟ لماذا لم تبق إلا معابدهم المدمرة في أثينا؟.
أين الهكسوس؟ أين اختفى الفينيقيون؟ لماذا اختفت هذه الأمم كلها ولم تبقَ إلا أمة الإسلام؟ لماذا استمرت هذه الأمة في البقاء رغم حملات الصليبيين، ومجازر التتار، وويلات الاستخراب الأوروبي؟.
بل لماذا تصنف الأمم المتحدة الإسلام كأسرع ديانة تنتشر على وجه الكرة الأرضية رغم الفقر والأمراض التي تفتك بشعوب هذه الأمة؟! ما الذي يدفع آلاف الأوروبيين والأمريكان إلى دخول الإسلام رغم كل حملات التشويه الإعلامي التي تهاجم الإسلام كدين؟.
الإجابة بسيطة إن هذه الأمة أمة محميَّة من اللَّه سبحانه وتعالى، فلا سبيل لإزالتها أبدًا.
وربما كان ذلك هو السبب الذي دعى أعداء الأمة إلى نشر البدع والخرافات بين المسلمين عن طريق أناس يدعون العلم الشرعي، والحقيقة أن كشف هؤلاء العلماء المزيفين سهلٌ للغاية، فلا يحتاج المرء إلا أن يذكر اسم ابن تيمية على مسامعهم، فإذا رأيت الشخص لم يهتز البتة، فاعلم أنه على خير إن شاء اللَّه، أما إذا رأيته ترتعش أوصاله ويسودّ وجهه من ذكر اسم الشيخ (أحمد ابن تيمية) فاعلم أنك أمام رجلٍ مبتدع.
والشيء الذي يدعو حقًا للسخرية أن الشيعة يعتبرون ابن تيمية هو المؤسسَ للوهابية، وهذا ضرب من ضروب المستحيل لسببين اثنين: أولهما أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه اللَّه وُلد بعد وفاة ابن تيمية بمئات السنين، وثانيهما وهو الأهم أنه ليس هناك في الدنيا شيءٌ اسمه الوهابية ولكنهم كباقي أصحاب البدع، لا يطيقون سماع اسم هذا الشيخ المجاهد الذي حارب عبَّاد القبور بكتاباته العظيمة التي أصبحت تلقى رواجًا بين جيل الصحوة الإسلامية.
والحقيقة أن اسم ابن تيمية بات يتردد كثيرًا في الآونة الأخيرة عبر وسائل الإعلام التي تشن عليه حملة شرسة لا تستهدفه كشخصية تاريخية فحسب، بل تستهدف فكره المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة.
فأصحاب البدع لا تروق لهم فتاوى ابن تيمية التي تحارب عبادة القبور والتبرك فيها، فكثير من هؤلاء يتكسبون من الحمقى الذين يأتون بالأموال ليضعوها عند قبر الميت لكي تحل عليهم البركة المزعومة، والحقيقة أن البركة تحل فقط على أولئك الشيوخ المنافقين الذين يأخذون الأموال في عتمة الليل من عند القبور لكي ينفقوها على ملذاتهم الدنيئة.
أما الشيعة فقد اعتدنا منهم أن يحاربوا رموزنا التاريخية بشكل عام، والحقيقة أنني أشفق على الشيعة أحيانا، فتاريخهم لا يزخر بأبطالٍ على الإطلاق، فرموز الشيعة ليسوا إلا خونة كالطوسي وابن سبأ وابن العلقمي، فهم يعلمون قبل غيرهم أنه ليس هناك بطل شيعي على الإطلاق في كل تاريخهم الأسود.
فالشيعة يلعنون صلاح الدين الأيوبي، ويلعنون خالدً بن الوليد، وسعدًبن أبي وقاص، وعكرمة بن أبي جهل، وعمرابن الخطاب، وأبا حنيفة النعمان والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل ومالك وابن عبد الوهاب، ويلعنون الأمويين والعباسيين والعثمانيين وأهل السنة جميعاً.
ليسغريباً أنهم لا يحبون الشيخ ابن تيمية، فأبطالنا أعداءٌ لهم، وأبطالهم -أو لِنقل خونتهم- أعداءٌ لنا.
فابن تيمية كتب مؤلفاتٍ عظيمة يفضح فيها حقيقة الرافضة وخياناتهم، فلقد جاهد ابن تيمية ضد التتار وضد أصحاب البدع على حد سواء.
والشيء الطريف في سيرة شيخ الإسلام أحمد ابن تيميّة، أن أعظم مصنفاته كتبها وهو نزيلٌ في المعتقلات المتنوعة في كل من مصر والشام، فلقد أثنى أكابر العلماء على كتب الشيخ أحمد بن تيمية ومصنّفاته، حتى أطلق عليه علماء المسلمين من بعده لقب "شيخ الإسلام".
وأذكر هنا ما وصفه به العلامة (كمال الدين بن الزملكاني) بقوله: "كان إذا سُئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرفه مثله.
وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله! "
سبب تسمية بن تيمية
ومن الطرائف أيضًا أن تيميَّة وهي جدة الشيخ أحمد من أبيه، كانت واعظة عظيمة، فنسبه الناس إليها، أما اسم الشيخ أحمد بن تيمية الكامل فهو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد اللَّه، تقي الدين أبو العباس النميري العامري الحرّاني.
" واللَّه ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به! " .
أبو البقاء السبكي