يا صاحبي لا تبك ربعا قد خلا
دائما يكره عنترة بن شداد - الفارس النبيل- الوشاة والمنافقين وعلي رأسهم الربيع بن زياد الوزير .
الذي كان دائم الدس والتآمرعلي عنترة فقد أغري الملك قيس بن زهير بمعاداة عنترة بن شداد وحرضه علي أن يحشد جيشاً ليهاجم عنترة ولكنهم فيما يبدوا لم يجدوا عنترة ولم يقابلوه .
وفي هذه القصيدة توعدهم عنترة بانه لو رآهم لهلهل جمعهم حتي لا يقابل اولهم آخرهم كناية عن الفوضي الشديدة التي يحدثها فيهم عنترة الفارس الذي لا يقوم له فارس .
كذلك عنترة السياسي اللبق يلفت نظر الملك إلي الخطر المحدق من قبيلة فزارة الأعداء المتربصين به والمنتظرين لأي سانحة فينقضوا علي بني عبس .
يطلب من قيس أن يحذوا حذو أبيه الملك زهير ولا يطيع الحساد والوشاة ويحضه علي لم الشمل ليواجه عدوه المتربص به .
وأخيرا يذكّر الملك بأفعاله في بني بدر في المعارك السابقة ليذكره بفضله وقيمته التي يجب أن يحرص عليها الملك ويذكره بحاجته إليه للقاء عدوه.
القصيدة من الشعر الجاهلي من البحر الكامل
القصيدة
يا صاحِبي لا تَبكِ رَبعاً قَد خَلا
وَدَعِ المَنازِلَ تَشتَكي طولَ البِلى
وَاِشكو إِلى حَدِّ الحُسامِ فَإِنَّهُ
أَمضى إِذا حَقَّ اللِقاءُ وَأَفضَلا
مِن أَينَ تَدري الدارُ أَنَّكَ عاشِقٌ
أَو عِندَها خَبَرٌ بِأَنَّكَ مُبتَلى
وَاللَهِ ما يُمضي رَسولاً صادِقاً
إِلّا السِنانُ إِذا الخَليلُ تَبَدَّلا
وَلَقَد عَرَكتُ الدَهرَ حَتّى إِنَّهُ
لَو لَم يَذُق مِنّي المَرارَةَ ما حَلا
وَكَذا سِباعُ البَرِّ لَولا شَرُّها
دارَت بِها في الغابِ غِربانُ الفَلا
فَتَحَمَّلا يا صاحِبَيَّ رِسالَتي
إِن كُنتُما عَن أَرضِ عَبسٍ تَعدِلا
قولا لِقَيسٍ وَالرَبيعِ بِأَنَّني
خَطُّ المَشيبِ عَلى شَبابي ما عَلا
بَل لَو صَدَمتُ بِهِامَّتي جَبَلي حَرى
قَسَماً وَحَقِّ أَبي قُبَيسَ تَزَلزَلا
لَو لَم تَكُن يا قَيسُ غَرَّكَ جاهِلٌ
ما سُقتَ نَحوَ دِيارِ عَنتَرَ جَحفَلا
وَاللَهِ لَو شاهَدتَهُ وَرَأَيتَهُ
ما كانَ آخِرُهُ يُلاقي الأَوَّلا
يا قَيسُ أَنتَ تَعُدُّ نَفسَكَ سَيِّداً
وَأَبوكَ أَعرِفُهُ أَجَلَّ وَأَفضَلا
فَاِتبَع مَكارِمَهُ وَلا تُذري بِهِ
إِن كُنتَ مِمَّن عَقلُهُ قَد أُكمِلا
فَاِحذَر فَزارَةَ قَبلَ تَطلُبُ ثَأرَها
وَتُريكَ يَوماً نارُهُ لا تُصطَلى
فَدِما بَني بَدرٍ عَلَيكَ قَديمَةٌ
وَبَني فَزارَةَ قَصدُها أَن تَغفَلا
وَاللَهِ ما خَلَّيتُ في أَوطانِهِم
إِلّا النَوائِحَ صارِخاتٍ في الفَلا