الزير سالم-عدي بن ربيعة-أبوليلي المهلهل

 الزير سالم-عدي بن ربيعة-أبوليلي المهلهل


 الزير سالم:هو عدىّ بن ربيعة ، أخو كليب وائل الذى هاجت بمقتله حرب البسوس.

 وسمّى  الزير سالم مهلهلا لأنّه هلهل الشعر، أى: رققّه  .

 وكان فيه خنث. ويقال: إنّ  الزير سالم أوّل من قصّد القصائد.

وعبارة  كان في  الزير سالم خنث هي مقولة ظالمة فالرجل الذي أقام الدنيا ولم يقعدها أربعين عاما والذي قتل من النفوس ما لايعد نقول كان مخنثا هي والله قسمة ضيزي فكيف يكون لمخنث كل هذا العنفوان وكيف يكون لمختث كل هذه القوة والبأس إذا أردت ان يصدقك من يسمعك فقل قولاً يصدق .



الزير سالم:هو عدىّ بن ربيعة ، أخو كليب وائل الذى هاجت بمقتله حرب البسوس.








رأي الفرزدق في  الزير سالم


وفيه يقول الفرزدق:

ومهلهل الشّعراء ذاك الأوّل 

 وهو خال امرئ القيس. وجدّ عمرو بن كلثوم، أبو أمّه ليلى.



 الزير سالم أحد الشعراء  الكذبة

وهو أحد الشعراء الكذبة، لقوله:


ولولا الرّيح أسمع أهل حجر


 صليل البيض تقرع بالذّكور


ولا بأس بأنه كاذب فالله قال في الشعراء -وأنهم يقولون مالايفعلون -


 الزير سالم أحد البغاة الظالمين


 وأحد البغاة، لقوله:


قل لبنى حصن يردّونه


 أو يصبروا للصّيلم الخنفقيق


من شاء دلّى النّفس فى هوّة 


 ضنك، ولكن من له بالمضيق


أمرهم أن يردّوا كليبا وقد قتل، وأعلمهم أنّه لا يرضى بشىء غير ذلك.

وأقول ليس بالرجل بغي لأنه قام يثأر لملك قتل في ناقة فمن أين يأتيه العدل والإنصاف 

 الزير سالم يخدع الحارث بن عباد


وكان مهلهل القائم بالحرب ورئيس تغلب، فلمّا كان يوم قضة ، وهو آخر أيّامهم، وكان على تغلب، أسر الحارث بن عباد مهلهلا وهو لا يعرفه، فقال له الحارث: تدلّنى على عدىّ بن ربيعة المهلهل وأنت آمن؟ فقال له المهلهل: إن دللتك على عدى فأنا آمن ولى دمى؟ قال الحارث: نعم، قال: فأنا عدى! فجزّ ناصيته وخلّاه، وقال: لم أعرف. وفى ذلك يقول الحارث بن عباد:


لهف نفسى على عدىّ ولم أع 


 رف عديّا إذ أمكنتنى اليدان


طلّ من طلّ فى الحروب ولم يط 


 لل قتيل أبأته ابن أبان


التحليل النفسي للزير سالم

وهنا نلاحظ شيئا غريباً وأمر يستحق الملاحظة فانا وإن أكن متحيزاً للزير كفارس وشاعر فحل أري شيئاً من فساد في خلق الزيرقد لا يصدقه المستمع أو القارئ فالرجل الجسور الذي قتل الكثيرين يجزع من القتل عندما تمكن منه الحارث بن عباد .

 كما أنه يخون صديقه فلقد كان امرؤ القيس بن أبان أقرب أصدقائه وحين سأله الحارث بن عباد عن كبش يكافئ ابنه بجيردله علي امرئ القيس بن ابان قال: ليس في في القوم من هو أكفأ من امرئ القيس بن أبان دله علي امرئ القيس  وكأنه يحرض علي صديقه 


مهر بنت  الزير سالم 


ثم خرج مهلهل فلحق باليمن، فنزل فى جنب،حىّ من اليمن  ، فخطب إليه رجل منهم ابنته، فقال: إنى طريد غريب فيكم، ومتى أنكحتكم قال الناس اعتسروه، فأكرهوه حتّى زوّجها. وكان المهر أدما، فقال :



أنكحها فقدها الأراقم فى


 جنب، وكان الحباء من أدم 


لو بأبانين جاء يخطبها


 رمّل ما أنف خاطب بدم 





من أجمل قصائد الزير سالم 



كُنّا نَغارُ عَلى العَواتِقِ أَن تَرى



 كُنّا نَغارُ عَلى العَواتِقِ التي يبكي فيها كليب وتغير الدنيا من بعده وتغير الأحوال والأخلاق 



كُنّا نَغارُ عَلى العَواتِقِ أَن تَرى


بِالأَمسِ خارِجَةً عَنِ الأَوطانِ


فَخَرَجنَ حينَ ثَوى كُلَيبٌ حُسَّراً


مُستَيقِناتٍ بَعدَهُ بِهَوانِ


فَتَرى الكَواعِبَ كَالظِباءِ عَواطِلاً


إِذ حانَ مَصرَعُهُ مِنَ الأَكفانِ


يَخمِشنَ مِن أَدَمِ الوُجوهِ حَواسِراً


مِن بَعدِهِ وَيَعِدنَ بِالأَزمانِ


مُتَسَلِّباتٍ نُكدَهُنَّ وَقَد وَرى


أَجوافَهُنَّ بِحُرقَةٍ وَرَواني


وَيَقُلنَ مَن لِلمُستَضيقِ إِذا دَعا


أَم مَن لِخَضبِ عَوالي المُرّانِ


أَم لِاِتِّسارٍ بِالجزورِ إِذا غَدا


ريحٌ يُقَطِّعُ مَعقِدَ الأَشطانِ


أَم مَن لِاِسباقِ الدِياتِ وَجَمعِها


وَلِفادِحاتِ نَوائِبِ الحِدثانِ


كانَ الذَحيرَةَ لِلزَّمانِ فَقَد أَتى


فَقدانُهُ وَأَخَلَّ رُكنَ مَكاني


يا لَهفَ نَفسي مِن زَمانٍ فاجِعٍ


أَلقى عَلَيَّ بِكَلكَلٍ وَجِرانِ


بِمُصيبَةٍ لا تُستَقالُ جَليلَةٍ


غَلَبَت عَزاءَ القَومِ وَالنِسوانِ


هَدَّت حُصوناً كُنَّ قَبلُ مَلاوِذاً


لِذَوي الكُهولِ مَعاً وَلِلشُّبانِ


أَضحَت وَأَضحى سورُها مِن بَعدِهِ


مُتَهَدِّمَ الأَركانِ وَالبُنيانِ


فَاِبكينَ سَيِّدَ قَومِهِ وَاِندُبنَهُ


شُدَّت عَلَيهِ قَباطِيَ الأَكفانِ


وَاِبكينَ للأَيتامِ لَمّا أَقحَطوا


وَاِبكينَ عِندَ تَخاذُلِ الجيرانِ


وَاِبكينَ مَصرَعَ جيدِهِ مُتَزَمِّلاً


بِدِمائِهِ فَلَذاكَ ما أَبكاني


فَلَأَترُكَنَّ بِهِ قَبائِلَ تَغلِبٍ


قَتلى بِكُلِّ قَرارَةٍ وَمَكانِ


قَتلى تُعاوِرَها النُسورُ أَكُفَّها


يَنهَشنَها وَحَواجِلُ الغُربانِ






كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها


و كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها هي القصيدة التي رثي فيها شقيقه كليب بن ربيعة  وهي بكائية قل ان يوجد مثلها في شعر العرب يعدد فيها مناقب كليب ويبكي ويتوجع حتي انه لا يصدق ان مثل كليب يموت وتبقي الدنيا علي حالها 




كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها


إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها


كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ


تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ سافيها


نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم


مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها


لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت


وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن فيها


أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد دَرَسَت


تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع أَقاصيها


الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ


ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها


القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها


زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في تَعاديها


الناحِرُ الكومَ ما يَنفَكُّ يُطعِمُها


وَالواهِبُ المِئَةَ الحَمرا بِراعيها


مِن خَيلِ تَغلِبَ ما تُلقى أَسِنَّتُها


إِلّا وَقَد خَصَّبَتها مِن أَعاديها


قَد كانَ يَصبِحُها شَعواءَ مُشعَلَةً


تَحتَ العَجاجَةِ مَعقوداً نَواصيها


تَكونُ أَوَّلَها في حينِ كَرَّتِها


وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ حاميها


حَتّى تُكَسِّرَ شَزاراً في نُحورِهِم


زُرقَ الأَسِنَّةِ إِذ تُروى صَواديها


أَمسَت وَقَد أَوحَشَت جُردٌ بِبَلقَعَةٍ


لِلوَحشِ مِنها مِنها مَقيلٌ في مَراعيها


يَنفُرنَ عَن أُمِّ هاماتِ الرِجالِ بِها


وَالحَربُ يَفتَرِسُ الأَقرانَ صاليها


يُهَزهِزونَ مِنَ الخَطِّيِّ مُدمَجَةً


كُمتاً أَنابيبُها زُرقاً عَواليها


نَرمي الرِماحَ بِأَيدينا فَنورِدُها


بيضاً وَنُصدِرُها حُمراً أَعاليها


يارُبَّ يَومٍ يَكونُ الناسُ في رَهَجٍ


بِهِ تَراني عَلى نَفسي مُكاويها


مُستَقدِماً غَصاً لِلحَربِ مُقتَحِماً


ناراً أُهَيِّجُها حيناً وَأُطفيها


لا أَصلَحَ اللَهُ مِنّا مَن يُصالِحُكُم


ما لاحَتِ الشَمسُ في أَعلى مَجاريها



ويقال بعد المعركة لقيه عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وهو أبو أسماء صاحبة المرقش الأكبر  ، فأسره فمات فى إساره.

وكانت أيام بكر وتغلب خمسة أيام مشاهير  : أوّلها: يوم عنيزة، وتكافؤوا فيه، والثانى: يوم واردات، وكان لتغلب على بكر، والثالث: يوم الحنو، وكان لبكر على تغلب، والرابع: يوم القصيبات، وكان لتغلب على بكر، وقتلوهم قتلا ذريعا، والخامس: يوم قضة، وهو آخر أيامهم، وكان لبكر، وفيه كسر مهلهل بن ربيعة



وهنا نعرض قصة اخري لمقتل الزير تكاد تكون الأقرب والأوفق 

حيث يقال انه حين كبر سنه ولم يرض عن تصرفات ابن أخيه الجرو أوكل الجرو به عبدين يقومان علي خدمته ويصحبانه فضاقوا به ذرعا وقتلوه وحين رأي موته في عينيهم  حمَّلهم رسالة إلي أبناء  أخيه عبارة عن الشطرين الاولين من بيتين يفهمهما الفطن اللبيب من بني أخيه  ولا يفهمهما العبدان 



من مبلغ الحيين ان مهلهلا

............................

لله دركما ودر أبيكما 

.............................


وكان تمام البيتين 


من مبلغ الحيين ان مهلهلا


أمسي قتيلا في الفلاة مجندلا 


لله دركما ودر أبيكما 


لا يبرح العبدان حتي يقتلا



المصادر 


الشعر والشعراء 


ابن قتيبة 

تعليقات