عَفَتِ الدِيارَ وَباقِيَ الأَطلالِ-عنترة بن شداد


عَفَتِ الدِيارَ وَباقِيَ الأَطلالِ-عنترة بن شداد



 قصيدة:عَفَتِ الدِيارَ وَباقِيَ الأَطلالِ من البحرالكامل متفاعلن  متفاعلن  متفاعلن

هو عنترة بن شداد العبسي أحد شعراء العرب وفرسانهم وأبطالهم ومن أصحاب المعلقات، أمه أمة حبشية يقال لها زبيبة.

 وكان لعنترة أخوة من أمه عبيد وكان هو عبدا أيضا لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك.

وسرعان ما اعترف به أبوه لبسالته وشجاعته وكان السبب في ذلك أن بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فلحقوهم وقاتلوهم وفيهم عنترة فقال له أبوه كر يا عنترة فقال له العبد لا يحسن الكر وإنما يحسن الحلاب والصر. فقال كر وأنت حر.




عَفَتِ الدِيارَ وَباقِيَ الأَطلالِ  ريحُ الصَبا وَتَقَلُّبُ الأَحوالِ


 فكر وقاتل يومئذ فأبلى واستنفذ ما في أيدي القوم من الغنيمة فادعاه أبوه بعد ذلك.

عنترة أحد أغرب العرب وهم ثلاثة عنترة وأمه سوداء واسمها زبيبة، وخفاف بن ندبة وأبوه عمير من بني سليم وأمه سوداء وإليها نسب والسليك بن السلكة من بني سعد وأمه اسمها السلكة وإليها نسب وهو أحد الصعاليك العرب الشجعان.

كان عمرو بن معد يكرب الزبيدي يقول كنت أجوب الجزيرة العربية لا أخاف إلا من أبيضين وأسودين أما الأبيضان فربيعة بن زيد المكدم وعامر بن الطفيل وأما أسوداها فعنترة والسليك بن السلكة.

كان عنترة شجاعا لا كالشجعان وكان أجود العرب بما ملكت يداه ولم يكن ذلك الشاعر الذي يعتد به فكانت مقطوعاته قصيرة.

وسابه رجل فعيره بسواده وسواد أمه وأنه لا يقول الشعر.

 فقال عنترة والله إن الناس ليترافدون الطعمة فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدك مرفد الناس وإن الناس ليدعون في الغارات فيعرفون بتسويمهم فما رأيتك في خيل مغيرة في أوائل الناس قط.

وإن اللبس ليكون بيننا فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدك خطة فصل وإني لأحضر اللبس وأوفي المغنم وأعف عند المسألة وأجود بما ملكت يدي وأفضلالخطة الصماء وأما الشعر فستعلم فكان أول ما قاله معلقته المشهورة هل غادر الشعراء من متردم.

ولكني لا أرى هذا فالشعر لا يكون هكذا ينتقل الإنسان من البيت والبيتين إلى المعلقة دفعة واحدة وإنما له مقطوعات كثيرة وقصائد إذا ما عرفنا أن القصيدة تزيد على عشرة الأبيات ولهذا فهو شاعر قبل المعلقة وقد تكون المعلقة قمة نتاجه من ناحية الطول إلا أن نفسه في قصائد كثيرة يظهر لمن يقرأ شعر عنترة.

ابتلى عنترة بعشق عبلة وأهاج ذلك شاعريته ورفض عمه أن يزوجه عبلة وهو عبد فكان حافزا ليدفعه إلى الأمام للمعالي وللفروسية.

حضر عنترة حرب داحس والغبراء وأبلى بلاء حسنا وصارت العرب تعده من فحولها بل إن السيرة اعتبرته أسطورة من أساطير العرب وسيرته من ست مجلدات ضخمة حوت التاريخ العربي الجاهلي فالغساسنة والمناذرة وملوك حمير وصراع العرب في ذي قار مع الفرس.


عده صاحب الجمهرة ثاني أصحاب المجمهرات ويقول ابن قتيبة إن قصيدته هل غادر الشعراء  تسميها العرب المذهبة.

أما أبو عبيدة فعده في الطبقة الثالثة من الشعراء.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه ما وصف لي أعرابي فأحببت أن أراه إلا عنترة



عَفَتِ الدِيارَ وَباقِيَ الأَطلالِ

ريحُ الصَبا وَتَقَلُّبُ الأَحوالِ

وَعَفا مَغانِيَها وَأَخلَقَ رَسمَها

تَردادُ وَكفِ العارِضِ الهَطّالِ

فَلَئِن صَرَمتِ الحَبلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ

وَسَمِعتِ فِيَّ مَقالَةَ العُذّالِ

فَسَلي لِكَيما تُخبَري بِفَعائِلي

عِندَ الوَغى وَمَواقِفِ الأَهوالِ

وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَنا في جاحِمٍ

تَهفو بِهِ وَيَجُلنَ كُلَّ مَجالِ

وَأَنا المُجَرَّبُ في المَواقِفِ كُلِّها

مِن آلِ عَبسٍ مَنصِبي وَفَعالي

مِنهُم أَبي شَدّادُ أَكرَمُ والِدٍ

وَالأُمُّ مِن حَامٍ فَهُم أَخوالي

وَأَنا المَنِيَّةُ حينَ تَشتَجِرُ القَنا

وَالطَعنُ مِنّي سابِقُ الآجالِ

وَلَرُبَّ قِرنٍ قَد تَرَكتُ مُجَدَّلاً

وَلَبانُهُ كَنَواضِحِ الجِريالِ

تَنتابُهُ طُلسُ السِباعِ مُغادَراً

في قَفرَةٍ مُتَمَزِّقِ الأَوصالِ

وَلَرُبَّ خَيلٍ قَد وَزَعتُ رَعيلَها

بِأَقَبَّ لا ضِغنٍ وَلا مِجفالِ

وَمُسَربَلٍ حَلَقَ الحَديدِ مُدَجَّجٍ

كَاللَيثِ بَينَ عَرينَةِ الأَشبالِ

غادَرتُهُ لِلجَنبِ غَيرَ مُوَسَّدٍ

مُتَثَنِّيَ الأَوصالِ عِندَ مَجالِ

وَلَرُبَّ شَربٍ قَد صَبَحتُ مَدامَةً

لَيسوا بِأَنكاسٍ وَلا أَوغالِ

وَكَواعِبٍ مِثلِ الدُمى أَصبَيتُها

يَنظُرنَ في خَفرٍ وَحُسنِ دَلالِ

فَسَلي بَني عَكٍّ وَخَثعَمَ تُخبَري

وَسَلي المُلوكَ وَطَيِّئَ الأَجبالِ

وَسَلي عَشائِرَ ضَبَّةٍ إِذ أَسلَمَت

بَكرٌ حَلائِلَها وَرَهطَ عِقالِ

وَبَني صَباحٍ قَد تَرَكنا مِنهُمُ

جَزَراً بِذاتِ الرِمثِ فَوقَ أُثالِ

زَيداً وَسوداً وَالمُقَطَّعَ أَقصَدَت

أَرماحُنا وَمُجاشِعَ بنَ هِلالِ

رُعناهُمُ بِالخَيلِ تَردي بِالقَنا

وَبِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ فَصّالِ

مَن مِثلُ قَومي حينَ يَختَلِفُ القَنا

وَإِذا تَزِلُّ قَوائِمُ الأَبطالِ

يَحمِلنَ كُلَّ عَزيزِ نَفسٍ باسِلٍ

صَدقِ اللِقاءِ مُجَرَّبِ الأَهوالِ

فَفِدىً لِقَومي عِندَ كُلِّ عَظيمَةٍ

نَفسي وَراحِلَتي وَسائِرُ مالي

قَومي صَمامِ لِمَن أَرادوا ضَيمَهُم

وَالقاهِرونَ لِكُلِّ أَغلَبَ صالي

وَالمُطعِمونَ وَما عَلَيهِم نِعمَةٌ

وَالأَكرَمونَ أَباً وَمَحتِدَ خالِ

نَحنُ الحَصى عَدَداً وَنَحسَبُ قَومَنا

وَرِجالَنا في الحَربِ غَيرِ رِجالِ

مِنّا المُعينُ عَلى النَدى بِفَعالِهِ

وَالبَذلِ في اللَزَباتِ بِالأَموالِ

إِنّا إِذا حَمِسَ الوَغى نُروي القَنا

وَنَعِفُّ عِندَ تَقاسُمِ الأَنفالِ

نَأتي الصَريخَ عَلى جِيادٍ ضُمَّرٍ

خُمصِ البُطونِ كَأَنَّهُنَّ سَعالي

مِن كُلِّ شَوهاءِ اليَدَينِ طِمِرَّةٍ

وَمُقَلَّصٍ عَبلِ الشَوى ذَيّالِ

لا تَأسِيَنَّ عَلى خَليطٍ زايَلوا

بَعدَ الأُلى قُتِلوا بِذي أَغيالِ

كانوا يَشُبّونَ الحُروبَ إِذا خَبَت

قِدماً بِكُلِّ مُهَنَّدٍ فَصّالِ

وَبِكُلِّ مَحبوكِ السَراةِ مُقَلِّصٍ

تَنمو مَناسِبُهُ لِذي العُقّالِ

وَمُعاوِدِ التَكرارِ طالَ مُضِيُّهُ

طَعناً بِكُلِّ مُثَقَّفٍ عَسّالِ

مِن كُلِّ أَروَعَ لِلكُماةِ مُنازِلٍ

ناجٍ مِنَ الغَمَراتِ كَالرِئبالِ

يُعطي المَئينَ إِلى المَئينَ مُرَزَّاً

حَمّالُ مُفظِعَةٍ مِنَ الأَثقالِ

وَإِذا الأُمورُ تَحَوَّلَت أَلفَيتَهُم

عِصَمَ الهَوالِكِ ساعَةَ الزِلزالِ

وَهُمُ الحُماةُ إِذا النِساءُ تَحَسَّرَت

يَومَ الحِفاظِ وَكانَ يَومُ نَزالِ

يُقصونَ ذا الأَنفِ الحَمِيِّ وَفيهِمُ

حِلمٌ وَلَيسَ حَرامُهُم بِحَلالِ

المُطعِمونَ إِذا السُنونُ تَتابَعَت

مَحلاً وَضَنَّ سَحابُها بِسِجالِ








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-