عيوب الشعرالعربي-الإقواء-الإكفاء-السناد-الإيطاء


عيوب الشعرالعربي-الإقواء-الإكفاء-السناد-الإيطاء






أخطاءالشعرالعربي-الإقواء-الإكفاء-السناد-الإيطاء
















من عيوب الشعرالإقواء والإكفاء والسناد والإيطاء



الإقواء: هو اختلاف الإعراب فى القوافى، وذلك أن تكون قافية مرفوعة وأخرى مخفوضة، كقول النّابغة:


قالت بنو عامر: خالوا بنى أسد 


 يا بؤس للجهّل ضرّارا لأقوام 


وقال فيها:


تبدو كواكبه والشّمس طالعة 


 لا النّور نور ولا الإظلام إظلام 


 وكان يقال إنّ النابغة الذّبيانّى وبشر بن أبى خازم كانا يقويان. فأما النابغة فدخل يثرب فغنّى بشعره ففطن فلم يعد للإقواء.

 وبعض الناس يسمّى هذا: الإكفاء

 ويزعم أنّ الإقواء: نقصان حرف من فاصلة البيت، كقول حجل بن نضلة ، وكان أسر بنت عمرو بن كلثوم وركب بها المفاوز، واسمها النّوار

 حنّت نوار ولات هنّا حنّت


 وبدا الّذى كانت نوار أجنت


لمّا رأت ماء السّلا مشروبا 


 والفرث يعصر فى الإناء أرنّت


سمّى إقواء لأنّه نقص من عروضه قوّة. (وكان يستوى البيت بأن تقول «متشرّبا» ) . يقال «أقوى فلان الحبل» إذا جعل إحدى قواه أغلظ من الأخرى، وهو حبل قو.

مثل قول حميد:


إنّى كبرت وإنّ كبير


 ممّا يضنّ به يملّ ويفتر


وكقول الرّبيع بن زياد:


أفبعد مقتل مالك بن زهير


 ترجو النساء عواقب الأطهار


ولو كان «بن زهيرة» لاستوى البيت.

من عيوب الشعرالسناد


 والسناد: هو أن يختلف إرداف القوافى، كقولك علينا فى قافية وفينا فى أخرى. كقول عمرو بن كلثوم:


ألا هبّى بصحنك فاصبحينا


فالحاء مكسورة. وقال فى آخر:


تصفّقها الرّياح إذا جرينا


فالراء مفتوحة، وهى بمنزلة الحاء.


 وكقول القائل:


كأنّ عيونهنّ عيون عين

ثم قال:

وأصبح رأسه مثل اللّجين

من عيوب الشعرالإيطاء


الإيطاء؛ هو إعادة القافية مرّتين، وليس بعيب عندهم كغيره‌‌


من عيوب الشعر الإجازة


 اختلفوا فى الإجازة، فقال بعضهم: 

الإجازة :هو أن تكون القوافى مقيّدة فتختلف الأرداف، كقول امرئ القيس:


لا يدّعى القوم أنّى أفرّ


فكسر الردف.


وقال فى بيت آخر:


وكندة حولى جميعا صبر


فضمّ الرّدف.


وقال فى بيت آخر:


ألحقت شرّا بشر


 ففتح الردف.


 وقال الخليل بن أحمد: هو أن تكون قافية ميما والأخر نونا، كقول القائل:

يا ربّ جعد منهم لو تدرين 


 يضرب ضرب السّبط المقاديم


أو طاء والأخرى دالا، كقول الآخر:


تالله لولا شيخنا عبّاد


 لكمرونا عندها أو كادوا 


فرشط لمّا كره الفرشاط 


 بفيشة كأنّها ملطاط 


وهذا إنّما يكون فى الحرفين يخرجان من مخرج واحد أو مخرجين متقاربين.

 قال ابن الأعرابىّ: الإجازة: مأخوذة من إجازة الحبل والوتر

م‌‌ن عيوب الشعرالعيب فى الإعراب


 وقد يضطرّ الشاعر فيسكّن ما كان ينبغى له أن يحرّكه، كقول لبيد بن ربيعة


ترّاك أمكنة إذا لم أرضها


 أو يعتلق بعض النّفوس حمامها 


يريد: أترك المكان الذى لا أرضاه إلى أن أموت، لا أزال أفعل ذلك.

و أو هاهنا بمنزلة حتى  . وكقول امرئ القيس  :


فاليوم أشرب غير مستحقب


 إثما من الله ولا واغل


ولولا أنّ النحويّين يذكرون هذا البيت ويحتجّون به فى تسكين المتحرّك لاجتماع الحركات ، وأنّ كثيرا من الرواة يروونه هكذا، لظننته.فاليوم أسقى غير مستحقب

 قال أبو محمد: وقد رأيت سيبويه يذكر بيتا يحتجّ به فى نسق الاسم المنصوب على المخفوض، على المعنى لا على اللفظ، وهو قول الشاعر معاوى

 إنّنا بشر فأسجح 


 فلسنا بالجبال ولا الحديدا


قال: كأنّه أراد: لسنا الجبال ولا الحديدا، فردّ الحديد على المعنى قبل دخول الباء. وقد غلط على الشاعر، لأنّ هذا الشعر كلّه مخفوض.

قال الشاعر:


فهبها أمّة ذهبت ضياعا 


 يزيد أميرها وأبو يزيد


أكلتم أرضنا وجردتموها 


 فهل منّ قائم أو من حصيد


 ويحتجّ أيضا بقول الهذلىّ فى كتابه، وهو قوله:


يبيت على معارى فاخرات


 بهنّ ملوّب كدم العباط


وليست هاهنا ضرورة فيحتاج الشاعر إلى أن يترك صرف معار ولو قال

يبيت على معار فاخرات كان الشعر موزونا والإعراب صحيحا

قال أبو محمد: وهكذا قرأته على أصحاب الأصمعىّ.


 وكقوله فى بيت آخر 


ليبك يزيد ضارع لخصومة 


 ومختبط ممّا تطيح الطوائح 


وكان الأصمعىّ ينكر هذا ويقول: ما اضطرّه إليه؟ وإنّما الرواية:


ليبك يزيد ضارع لخصومة


 وكذلك قول الفرّاء:


فلئن قوم أصابوا عزّة 


 وأصبنا من زمان رنقا 


للقد كانوا لدى أزماته 


 لصنيعين لبأس وتقى


هو فلقد كانوا وهذا باطل.


وكذلك قوله:


من كان لا يزعم أنّى شاعر


 فيدن منّى تنهه المزاجر


إنّما هو فليدن منى وبه يصحّ أيضا وزن الشعر.


 وكذلك قوله:


فقلت ادعى وأدع فإنّ أندى


 لصوت أن ينادى داعيان


إنما هو:


فقلت ادعى وأدعو إنّ أندى 


(وكقول الفرزدق:


رحت وفى رجليك عقّالة


 وقد بدا هنك من المئزر


  وقد يضطرّ الشاعر فيقصر الممدود، وليس له أن يمدّ المقصور. وقد يضطرّ فيصرف غير المصروف، وقبيح ألّا يصرف المصروف. وقد جاء فى الشعر، كقول العبّاس بن مرداس السّلمىّ :


وما كان بدر ولا حابس 


 يفوقان مرداس فى مجمع 


 وأمّا ترك الهمز من المهموز فكثير واسع، لا عيب فيه على الشاعر.

والذى لا يجوز أن يهمز غير المهموز.

 وليس للمحدث أن يتّبع المتقدّم فى استعمال وحشىّ الكلام الذى لم يكثر، ككثير من أبنية سيبويه، واستعمال اللّغة القليلة فى العرب، كإبدالهم الجيم من الياء، كقول القائل

يا رب إن كنت قبلت حجّتج يريد حجّتى وكقولهم جمل بختجّ يريدون بختىّ و علجّ يريدون علىّ .

 وإبدالهم الياء من الحرف فى الكلمة المخفوضة، كقول الشاعر:


لها أشارير من لحم تتمّره 


 من الثّعالى ووخز من أرانيها 


يريد منّ أرانبها . وكقول الآخر:


ولضفادى جمّه نقانق

يريد ضفادع   وكإبدالهم الواو من الألف، كقولهم أفعو و حبلو يريدون أفعى وحبلى وقال ابن عباس: لا بأس برمى الحدو للمحرم 

 وأستحبّ له ألّا يسلك فيما يقول الأساليب التى لا تصحّ فى الوزن ولا تحلو فى الأسماع، كقول القائل:


قل لسليمى إذا لاقيتها 


 هل تبلغنّ بلدة إلا بزاد


قل للصّعاليك لا تستحسروا 


 من التماس وسير فى البلاد 


فالغزو أحجى على ما خيّلت 


 من اضطجاع على غير وساد


لو وصل الغيث أبناء امرئ 


 كانت له قبّة سحق بجاد 


وبلدة مقفر غيطانها 


 أصداؤها مغرب الشّمس تناد


قطعتها صاحبى حوشيّة 


 فى مرفقيها عن الزّور تعاد

 
وكقول المرقّش 


هل بالدّيار أن تجيب صمم 


 لو أنّ حيّا ناطقا كلّم


يأبى الشّباب الأقورين ولا 


 تغبط أخاك أن يقال حكم


 قال أبو محمد: وهذا يكثر، وفيما ذكرت منه ما دلّك على ماأردت من اختيارك أحسن الروىّ، وأسهل الألفاظ، وأبعدها من التعقيد والاستكراه، وأقربها من إفهام العوامّ. وكذلك أختار للخطيب إذا خطب، والكاتب إذا كتب. فإنّه يقال: أسير الشعر والكلام المطمع، يراد الذى يطمع فى مثله من سمعه، وهو مكان النجم من يد المتناول.

 قال أبو محمد: وقد أودعت كتاب العرب فى الشعر أشياء من هذا الفنّ ومن غيره، وستراها هناك مجموعة كافية، إن شاء الله عزّ وجلّ


المصادر



الشعر والشعراء


ابن قتيبة




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-